القى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس خلال قداس الاحد الالهي في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند، في حضور الدكتور وليد داغر، قضاة وشخصيات وحشد من المؤمنين، عظة تحدث فيها عن ما ورد في الانجيل المقدس والرسالة، مشددا على ان” ليس الذين يسمعون الناموس هم المبررين انما الذين يعملون بالناموس، ويكتبون اعماله في قلوبهم”. وقال” لا يكفي الانسان الواحد منا ان يقرأ الكتاب المقدس والانجيل ويسمع كلماته حتى لو حفظها غيبا، اذ ان المطلوب هو العمل بحسب الناموس والعيش بحسب الناموس”.
واعطى مثال عن ذلك “المحبة والتواضع والعطاء والخدمة وجميع الفضائل التي يتكلم عنها الناموس، ويدعونا ان نتحلى بها، وهي بمجملها فضائل سامية والحديث عنها في محاضرات عامة جميل، لاسيما المحبة التي يتغنى الكثير بها ويتكلمون عن اهميتها، انما ان تحب من قلبك هذا امر آخر، وتكون انت انسانا محبا تفني ذاتك للاخرين وتنكسر لهم، وتتخلى عن انانيتك، وتنفتح على اخيك الانسان وتحبه ليس نظريا وعقليا ومعلوماتيا، وهذا مطلوب، انما ان تعيش هذه المحبة وتجسدها فعلا في حياتك وليس قولا”.
واضاف مقدما مثال آخر عن الحياة في الناموس” هناك تخصصات علمية، اليوم، في الجامعات، ودروس وعلوم في الاديان والحضارات، وهناك مراكز متخصصة في المقارنة بين الاديان، واشخاص من كل انحاء العالم يدرسون ويحاضرون في الاسلام والمسيحية والاديان الاخرى، انما السؤال المطروح هل مسموح ان يكون هذا الشخص المتكلم في المسائل الدينية والمتعمق في تاريخها وهويتها غير مؤمن بالدين الذي يتحدث عنه؟”
وتابع” لقد اوصانا الرب الاله ان نقرأ الكتاب المقدس ونحفظه، وهذا مهم، لكن اذا اكتفيت ايها الانسان بهذه المعلومات والمعرفة ولم تمارسها في حياتك اليومية فانت بذلك تقيم دينونة لنفسك لانك تدرك اكثر من غيرك ما يريد الرب ولا تعيشه، ما يدخلك في دينونة لا تبرأ منها امام الله.”
ودعا البطريرك يازجي الى ان” يكون الروح القدس والايمان في قلوبنا وحياتنا واذهاننا”. وركز بالقول” ان نسمع الناموس والوصية الالهية بآذاننا ونقرأها بعيوننا صحيح ولكن الاصح ان يتلقف الانسان هذه الكلمة الالهية بقلبه وحواسه ومشاعره ويعيشها، ويسعى على الاقل بنعمة الله ، هو الضعيف، ان يحيا حسب هذه الوصية الالهية. فيتبدل الانسان بذلك ويتجدد ويصبح على صورة السيد المسيح وينتقل من العبودية الى الحياة ومن الكبرياء الى التواضع ومن البغض والكراهية الى المحبة اللامتناهية.”
وختم قائلا” صلواتي ان ندرك كلنا هذه المعرفة ونعيشها في حياتنا كي نكون من الاشخاص الذين لا يتكلمون عن المسيح انما من الاشخاص الذين يحيون في المسيح يسوع”.