التلميذ: نقول في صلاة أبانا الذي في السموات “ولا تُدخلنا في تجربة”. ما معنى التجربة؟
المرشد: ندخل في التجربة او نقع في التجربة عندما نسمع كلمة الشرير او الشيطان كما فعل آدم ولا نسمع كلمة الله. التجربة لها ايضًا معنى الامتحان. غيرك يجرّبك ويمكننا ان نقول يغرّك، وانت تنجذب او تقاوم التجربة كما فعل يسوع عندما واجه التجربة وانتصر عليها. اقرأ في إنجيل متى ٤: ١- ١١.
التلميذ: كيف واجه يسوع التجربة؟
المرشد: يقول الإنجيلي متّى أن يسوع بعد ما صام أربعين يوما جاع فتقدّم اليه المُجرّب (يسمّيه الإنجيليّ أيضا إبليس يعني الشيطان) وقال له: إن كنت ابن الله فقُل لهذه الحجارة أن تصير خبزًا. فأجاب يسوع بهذه العبارة الشهيرة التي أنت تعرفها: “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرُج من فم الله”. ثم جرّبه إبليس ثانية وثالثة، ولم يقع يسوع في التجربة بل قال: “اذهب عنّي يا شيطان”. هذا مثال لنا لنعرف كيف نواجِه التجارب.
التلميذ: لكن الناس يقولون: اذا جُرّبتَ تتعلّم من التجارب. لماذا اذًا يجب أن نرفض التجارب؟
المرشد: نقاوم التجارب التي تدعونا للابتعاد عن الله ونواجهها بكلمة الله كما فعل يسوع. هذا النوع من التجارب يوقعُنا في الخطيئة، في عمل السيئات او الشرور. الله خلق الانسان حرا. والانسان يستعمل حـريته: فيـقـع في التجربـة او يقاومها. هذا هو الامتحان. بحريته يميّز الانسان بين الخير والشر. لا يحتاج لتجريب الشر ليعرف انه شر. وحتى إذا وقعنا في التجربة، يمكننا أن نستعمل حريتنا ونتوجه الى الله ونتوب اليه ونطلب ان يخلّصنا. انت تذكر ما نرتله من المزامير: “من الأعماق صرختُ اليك يا رب، يا رب استمع لصوتي”. هذه صرخة الواقع في الخطيئة الذي يريد العودة الى الله.
التلميذ: ما هي التجارب التي تُواجهنا؟
المرشد: التجارب التي تُواجهنا يوميا هي الغيرة، والحسد، والكذب، والبخل، والشراهة، والكبرياء، والكسل، واليأس، وايضا إدانة الآخرين وعدم المحبة. نحن أحرار: أن نقع في التجربة او أن نرفضها بمعونة الله. وكلنا نعرف أنه إذا سقطنا نبتعد عن الله وعن الآخرين، إلاّ أن غاية الحياة المسيحيّة هي القربى مع الله ومع الآخرين، ولا يمكن للإنسان أن يعزل نفسه. لا تخَفْ من التجربة لأن الله “لا يدَعُكم تُجرّبون فوق ما تستطيعون” كما يقول الرسول بولس في ١كورنثوس ١٠: ١٣.
التلميذ: من أين تأتي التجارب؟ يقول بعض الناس انها من الله.
المرشد: التجارب لا تأتي من الله. اسمع ما يقوله الرسول يعقوب في رسالته الجامعة ١: ١٣: “لا يقُل أحد اذا جُرّب إنّي أُجرّب من قِبَل الله لأن الله غير مُجرّب بالشرور وهو لا يُجرّب أحدا. ولكن كلّ واحد يُجرّب اذا انجذب وانخدع من شهوته”. ليس الله مصدر الشر، الله مصدر كل خير. يُكمل الرسول يعقوب قائلا: “كل عطيّة صالحة وكل موهبة كاملة هي من فوق من عند أبي الأنوار”. انت تسمع هذه الكلمات كل أحد في آخِر القداس.