سيدي صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، الجزيل الاحترام
أهلاً بك في مدينتكَ وبين أهلك ومحبيك وأنت أهلٌ لكل منصبٍ وتعلم أن المنصب هو خدمة وتضحيات مستمرة. تربيتَ في بيت مؤمن في كنف والدين مصليين، ودرستَ في اللاذقية المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية وكنت مبرِّزاً في نتائج الامتحانات، وكثيرون ممن تدرجوا معك في الدراسة يذكرونك بكل حب واحترام ويذكرون ذكاءك واجتهادك، وكنت أيضاً مبرِّزاً في اللاهوت بدرجتيه المجاز والدكتوراه. وفي حركة الشبيبة الأرثوذكسية كنت عاملاً مجداً ومرشداً متفوقاً، ودرَّبتَ في اللاذقية هؤلاء الشباب الذين يرنِّمون الآنَ ترانيم الفرح، وهم من نتاج جهادكَ في تعليمِ الموسيقا البيزنطية. وقد عرفناك شاباً مطيعاً محباً متواضعاً وديعاً لطيفاً، مستعداً للقيام بكل خدمة كنسية تسند إليك.
وعندما اختاركَ المجمعُ المقدّس لتجلسَ على عرش أنطاكيا وكان الناس المؤمنون مجتمعين في ساحة الدير ينتظرون النتيجة، ولمّا خرج كاتب المجمع وأذاع نتيجة انتخابك تهللت الجموع وذرفت الدموع من عيونهم فرحاً وابتهاجاً وبحَّت حناجرهم من الهتاف مستحق وكلهم يعرفون أنك أهلٌ لهذا المنصب. وفي صلاة تنصيبك في دمشق وفي بيروت عرفنا كم كان لك من تأثيرٍ في نفوس المسؤولين ونفوس الذين زرتهم والذين خدمتهم وكلهم حضروا أو أرسلوا وفوداً وعبّروا برسائل عن حبهم لك وتقديرهم لشخصك الكريم.
لقد أحسنتَ في اختيار زياراتك لأبناء الكرسي الأنطاكي، وذلكَ في اختيارك أولاً المدينة التي نشأتَ فيها “اللاذقية”، ولك فيها مآثر حميدة وجليلة وخاصةً اهتمامك بإنشاء رهبنة للبنات وتدريبهنَّ على الحياة الرهبانية في دير سيدة بلمانا، وما زلت تتابعهن بتوجيهاتك الروحية وجهودك المستمرة. وقد أصبحَ هذا الديرُ مقراً لزيارة المؤمنين للصلاة فيه والتبرك، ولتعزية قلوب الكثيرين ممن هم بحاجةٍ إلى الاهتمام والرعايةِ؛ فتُحسن الراهبات الاهتمام بهم ويشعرون أنَّ هذا الديرَ قطعةٌ من السماء.
صاحبُ الغبطة: عندما سمعَ اللاذقيون أنك ستزورهم تهلّلت قلوبهم وفرحوا فرحاً عظيماً.
نرحب بك أجملَ ترحيب ونقول لك: أهلاً وسهلاً بك وكم نتمنى بأن يكون أخوكَ الميتروبوليت بولس معنا، ونطلب إلى الله أن يتدخل بعنايته الأبوية لتحرير المطرانين بولس ويوحنا وجميع المخطوفين.
ها هو شعب اللاذقية تجمع وأتى ليستقبلك، وترى الآن الأعناق المشرئبة والعيون المحدقة تريد أن تمتلئ من رؤيتك وحناجرهم بحَّت من الهتاف مبارك الآتي باسم الرب، وترى عيونهم الدامعة فرحاً وأيديهم لا تمل من التصفيق.
ولنرفع الصلوات إلى الإله الحنون المحب للبشر أن يرأف ببلدنا الحبيبة وليعطها السلام والأمان والاستقرار وأن يحمي رئيسنا ويمنع عنه أي مكروه، ويمنح جيشنا الشجاعة والثبات.
أعود وأرحب بك في مدينتك وأرحب بك باسم جميع الأرثوذكسيين في أبرشية اللاذقية من كهنة وأعضاء كنيسة المسيح وأقول لكم أهلاً وسهلاً بك.