رسالة من حلبالصابر مجروح كما أنت مجروح ولكنه يأمل بأن الرب سيضمد جراحه ويؤتيه اليقظة والتعزيات . قد ينتظر كثيرا ولكن التعزية تجئ اليه.( المطران جورج خضر من كتاب الحياة الجديدة ج 4).
نص الرسالة التي وجهتها حركة الشبيبة الارثوذكسية في حلب الى مجلس الابرشية :
جئت لتكون لكم حياة وحياة أفضل (يوحنا 10 : 10)
الإخوةُ الأحباءُ بالرب،
إنّ مقولةَ الربّ يسوع عن هذه الحياة الافضل هي حياةُ القداسة التي دعانا إليها المخلصُ بفدائِه و محبتِه اللامتناهية على الصليب ، لا يقصي أحدًا ، بل كان للمرضى و ليس للأصحاء ، هي دعوةٌ إلى حياة السلام والفرح ، حياة المحبة والتواضع ، التي نأملُ أن تتحقق في كنيستِه هنا و الآن بنعمةِ روحه القدّوس ، وهنا – و في هذه الظروف العصيبة التي نمرّ بها – نسجّلُ استغرابَنا لمتابعةِ النهج الاقصائي و تغييب مدارس الأحد عن حياةِ الأبرشية ، والذي يسيئ أولا لهذه الأبرشية ، و للعمل المخلص الذي تقومُ به مدارس الأحد خدمةً و شهادة للكنيسة ، و نتمنّى فعلا من أصحاب القرارات “الرعائية”! أن يبذلوا بعضَ الجهدِ و يطّلعوا على ما تقومُ به الحركة دون منّة أو شكر. إننا نؤكد التزامَنا الحقيقي و الثابت بأداءِ شهادتنا ، فنحن جزءٌ أساسي من هذه الأبرشية و متجذرون في كنيستنا ، عضويتُنا في شعبِ الله نلناها في جرن المعمودية ، فليس لأحدٍ أن يخنق الروح ، سنظلّ نسعى إلى الوحدة و السلام ، مندفعين بحريّة أبناء الله لخدمة لا تفتر و شهادةٍ ليسوع لا تخبو.
وما نراه اليوم و نلمسه من غياب الرعاية إلا أقلها يضعفُ شهادةَ كنيستنا وبالدرجة الاولى وحدتَنا وهذا يدلّ على ضعفِ محبتِنا لبعضنا البعض و مما ينعكس على شهادتنا في هذا العالم.
الإخوة الأحباء :
إنّ ما نعيشُه في وطننا الحبيب سوريا وما تعرّضت له أبرشيتنا المحروسة من الله من اختطاف صاحب السيادة هو حدثٌ جلل، وهذه التجربة القاسية التي نعيشُها اليوم توجبُ على الجميع أن يكونَ على قدر المسؤولية و حسن التدبير و أن تغلبَ المحبةُ التي من دونها لن نصلَ إلى ما يريدُه الربّ من وحدةٍ في الكأس المقدسة أولا و في الشهادة لمحبّة يسوع في إخوتِه المحتاجين ، إن الانقسامَ الذي نعاني منه مؤلمٌ و مشين ، و لكنْ في أيام المحنة هذه، نرى أن نتجاوزَ المواقف السلبية التي تراكمت على مرّ السنين، و نسعى، و لو مرحليا، و تحت ضغط الظروف القائمة إلى توحيد الصفوف ، فليس لخلافٍ – الكثيرون لا يدركون أسبابَه – أن يجرحَ جسدَ يسوع مراتٍ و مرات، و يشوّه حضورَه في دنيانا.
إنّ من البديهي أنّ الاستمرارَ في تعميقِ الهوة و ترسيخ الانقسامِ و التجاهلِ و إغلاق الأبواب لا يخدمُ الحضور الكنسي و لا الشهادةَ المدعوين لأدائها في هذا الوطن .
الإخوةُ الأحباء :
لأنّ التاريخَ لا يرحم، والكنيسةُ دوما للجميع وليست لفئةٍ معينة مهما علا شأنُها أو كبُرتْ مناصبُها، لذلك ندعوكم الى اتخاذ القراراتِ المناسبة لنكون جميعًا أبناء الله الحقيقيين الذين يسعون الى الوحدة الكاملة وغير المنقوصة، فإخوتُنا وأبناؤنا في الأبرشية ينتظرون من كنيستهم الكثير، و لدينا الكثير من الامكانيات لنقدّمه ، ولكن في ظلّ وحدتنا ومحبتنا بعضنا لبعض. ومهما كبرت الخلافاتُ الداخلية، فإنّ أوقات المحن هي فوق هذه الخلافات وأكبر منها بكثير .في النهاية أختم ما قاله الروح القدس من خلال القديس يوحنا :
4فَرِحْتُ جِدًّا لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضًا سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ. 5وَالآنَ أَطْلُبُ مِنْكِ يَا كِيرِيَّةُ، لاَ كَأَنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكِ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَنَا مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. 6وَهذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ: كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. (2 يوحنا 1 : 4 – 6).
وعلى أمل أن نصلي سوية بإمامة صاحب السيادة ، داعين الرب العلي أن يحفظه و يردّه إلينا سالمًا معافى.
عن الإخوة في حركة الشبيبة الارثوذكسية
جورج لاذقاني
رئيس المركز
16-7-2013