كرس متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس كنيسة سيدة الريح في انفه، المرممة حديثا، خلال صلاة الغروب بمعاونة الكهنة بولس عوض، يوحنا عيسى، ابراهيم شاهين، جورج اسبر وجان كحالة والشماس برثانيوس ابو حيدر وقد خدمت جوقة الرعية في حضور رئيس رابطة مخاتير الكورة توفيق نقولا، المختار فاروق خباز، دوري لبكي، رؤساء الفروع في حركة الشبيبة الارثوذكسية، وشخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
بعد تكريس الكنيسة القى المطران كرياكوس عظة قال فيها :”عدد كبير منكم يحضر للمرة الاولى تكريس كنيسة او بالاحرى تجديد تكريسها، وهذا التكريس استهل بداية بصلاة الغروب ثم تكريس المائدة والمذبح وكل الايقونات، والتكريس تم بالمياه المقدسة اولا ثم بالميرون المقدس، لاننا نعتبر هيكل الكنيسة شبيه بهيكل الانسان”.
وتابع :”تذكروا ايها الاحبة، عندما تعمد كل منا على اسم الاب والابن والروح القدس، حيث مسحت اعضاءه بالميرون المقدس، عندها تحرر ليس بقوته الخاصة انما بقوة الروح القدس. وهذا الانسان المسيحي المعمد هو هيكل للروح القدس، وهذا للاسف ما ننساه، في احيان كثيرة، نحن المسيحيين ونظن اننا نعيش بقوتنا الخاصة في حين ان المسيحية في كل العالم تعيش بقوة الله”.
وقال :”اننا اليوم كرسنا الكنيسة والمائدة والمذبح واصبح بالامكان رفع الصلاة فيها في كل وقت، كما دهنا جميع زوايا الكنيسة بالميرون المقدس حتى اصبح الهيكل مقدسا لتسبيح الرب”، مشددا على اننا “نحيا اليوم لحظة تاريخية عظيمة جدا وذلك لاننا موجودون هنا، وبشكل خاص الاحياء والاموات، في الكنيسة الواحدة التي يناهز عمرها الالفي عام، في كنيسة سيدة الريح التي كرست على اسم والدة الاله السيدة العذراء، اذ ان هذه الكنيسة لا تحمي الاشخاص الموجودين هنا بل تحتضن الاشخاص الذين ماتوا من الفي عام عندما شيدت. وهذه الناحية التاريخية والاثرية من اختصاص الدكتورة نادين هارون”.
وأكد انه “عظيم تراث كنيسة سيدة الريح التي تحتضن كل الاشخاص الذين عاشوا منذ الفي سنة، وان لم يكن علم الاثار من اختصاصي، انما اقدر جدا وجود آثار في انفه تعود الى ما قبل المسيح، فكيف بالاحرى الاثار التي وجدت ما بعد المسيح وهي تعود ربما الى القرنين الخامس والسادس ميلادي. واننا نشكر الله على وجود هذه الاثار التي تعود الى القرون الاولى وهي منتشرة هنا وفي اديرة النورية وحماطورة وغيرها”.
وتطرق الى رسم السيدة العذراء في الايقونة ومما قاله “العذراء المرسومة في الايقونات تسمى الارحب من السموات لانها احتضنت الرب يسوع، خالقنا ومخلصنا. والعذراء هي سيدة الريح التي احتضنت الريح والخليقة الموجودة باكملها، كما احتضنت اهم من الريح احتضنت الروح القدس، والريح والروح كلمة واحدة، ونحن في مكان يهب فيه ريح الروح القدس وهو مكان مقدس، ادعوكم الى زيارته دوما، لا سيما عندما تصابون بالامراض وتتعرضون للمشاكل اذ ان العذراء هي شفيعتكم الدائمة”.
واعرب كرياكوس عن سعادته بهذا اللقاء، وشكر كل من ساهم وساعد في ترميم المكان، ووجه شكر خاص الى الاخ دوري لبكي، الذي مول عملية ترميم الكنيسة من حسابه الخاص، وعائلته ووالدته، وقال “لقد قدم دوري لبكي مثالا حيا عن المسيحيين الكرماء الذين يضحون من اجل استمرارية الاماكن المقدسة، وهذا المكان يقدس لتسبيح الخليقة، ونحن كلنا فيه خدام لله”.
وختم “اننا نشكر فعلا ابننا الروحي دوري الذي تبرع لترميم الكنيسة عن راحة نفس والده اسد لبكي، الوالد الذي نذكره بذكر طيب، ونصلي من اجله ليريح الله نفسه ويحفظ العائلة ويباركها ويبارككم اجمعين”.
وقدم كرياكوس للبكي، باسم الجميع، ايقونة سيدة الريح عربون شكر وتقدير. وكانت مائدة محبة تشارك فيها الجميع.