التلميذ: ما معنى الأبدية؟ هل هي الزمان الذي يأتي بعد نهاية العالم؟
المرشد: لا، لا علاقة للأبدية بالزمان. نقول في دستور الإيمان عن الابن انه “مولود من الآب قبل كل الدهور”. ونقرأ في إنجيل يوحنا (٨: ٥٨) ان يسوع يقول عن نفسه: “قبل أن يكون ابراهيم انا كائن”. نتعجب اولا كيف يقول “كائن” وهي تعني الآن عن شيء قديم، ثم نفهم ان الألوهة تتجاوز كل زمان وتفوق كل حسابات الوقت التي يحسبها البشر. ربما أنت تعرف ان الزمن متعلق بالخلق وانه مخلوق. أشعر انك ستسألني عن مطلع إنجيل يوحنا: “في البدء كان الكلمة”. هذا البدء خارج الزمان لأن المسيح الكلمة هو “الكائن والذي كان والذي يأتي” (رؤيا يوحنا ١: ٨).
التلميذ: أفهم من ذلك ان الأبدية عكس الزمان.
المرشد: لا. ليست الأبدية ضد الزمان كما نقول الطويل ضد القصير. ليست عكس الزمن ولا تنكر التاريخ لأن الرب تجسّد في التاريخ في مكان معيّن وزمان معروف. الزمن مخلوق كما قلت لك وسيتجلّى في المجيء الثاني مثل الانسان وكل المخلوقات. بيّن القديس باسيليوس الكبير ان سرّ الزمن والأبدية يتلخص في يوم الأحد..
التلميذ: اعذرني اذا قاطعتك ولكن كيف؟ ما علاقة الأحد بذلك؟
المـرشد: الأحـد هـو اليـوم الأول واليـوم الثـامـن فـي آن. الأحد أول أيام الأسبوع هو يوم قيامة الرب يسوع المسيح. والأحد ايضًا صورة الدهر الآتي، يوم الخليقة الجديدة والدخول في الملكوت. أنت تعرف ان القداس يبدأ بعبارة: مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس” الأحد هو اليوم الذي تلتقي فيه الكنيسة بالأبدية التي لا نهاية لها. لذلك يقول القديس باسيليوس اننا لا نركع يوم الأحد ونبقى واقفين مخَلَّصين مستعدين لدخول مملكة الآب… نركع فقط يوم العنصرة لحلول الروح القدس.