بعد الاحتجاج العلني والرسمي: “لجنة مهرجانات بعلبك” تبلغت كتاب اعتراض كهنة ابرشية بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس، و”تتواصل مع الجهات المعنية للتشاور”، وفقا لما أعلم مكتب المهرجانات “النهار” بعد اتصال به. هو اعلان دعائي لاحدى حفلات المهرجان الذي اشعل الاحتجاج الارثوذكسي، لتضمنه رقصة على الترنيمة البيزنطية “إن البرايا باسرها”، “اجمل ترانيم الكنيسة الارثوذكسية التي تكرم فيها والدة الإله العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية”،
يقول الكهنة في كتابهم الاعتراضي. الاعلان “صُحِّحَ”، قيل لنا، بـ”سحب” الترتيلة البيزنطية. غير ان لا تأكيد رسميا من اللجنة حتى الساعة ان ايا من اللوحات الراقصة في الامسية المعنية لن تنفذ رقصته على الترتيلة. ولم يكن من الممكن الحصول على تأكيد او نفي، لان المسؤولين في اللجنة المعنيين بالقضية هم حاليا خارج بيروت، وفق ما قيل لنا.ووفقا للمعلومات، أجرت اللجنة اتصالا بمطرانية بيروت للروم الارثوذكس، من اجل اللقاء والبحث في القضية. ويزور وفد منها المطرانية مطلع الاسبوع المقبل، لعرض القضية مع متروبوليت بيروت المطران الياس عوده. والمؤكد ان ما سيسمعه الوفد هو ما سبق ان قيل في الاعتراض العلني. “المطلب واحد، والتمني واحد: عدم استخدام اي ترنيمة او رمز ديني في اطار فني. هذا ما يشدد عليه المطران عوده”،
تقول مصادر المطرانية لـ”النهار”. “مهرجانات بعلبك وغيرها مُقَدَّرَة بالفعل للنشاط الفني الذي تعمل من اجله. غير انه ممنوع استخدام التراتيل والرقص عليها في اي اطار فني”.ما يقلق النفوس الارثوذكسية هو ان تُستَخدم الترتيلة البيزنطية لتُرفِقَ احدى اللوحات الراقصة في المهرجان، رغم حذفها من الاعلان. وبابقائها ضمن البرنامج الراقص، اذا كانت بالفعل ضمنه، فـ”لكل حادث حديث”.والحديث بدأ، ومنحاه تصاعدي على المواقع الالكترونية. “قاطعوها”، اي قاطعوا المهرجانات، انطلقت الدعوة على صفحات خاصة لارثوذكس، كهنة ومؤمنين، لاسيما على الـ”فايسبوك”. وقد تصل الامور الى ان يشمل الاعتراض في الايام المقبلة عددا اكبر من الكهنة والرعايا الارثوذكسية. “اضم صوتي اليكم، ونسعى الى توقيع عريضة في الجبل ايضا ولن نسكت على الاهانة”،
علّق راعي كنيسة مار ميخائيل للروم الارثوذكس في نابيه الاب بطرس الزين على خبر عريضة كهنة بيروت.وعلى صفحة المهرجانات على الـ”فايسبوك”، وتحديدا في القسم المخصص لحفلة “PUZ/ZLE Contemporary Dance”، وضع الزين دعوته الى المقاطعة، سائلا: هل “سيتم الغاء العرض الراقص على الترنيمة”. ورد عليه احد الشباب: “لماذا؟ الثقافة البيزنطية ليست ملكك. ولا يحق لاحد احتكارها”.الجدل لا بد انه سيستمر، لكن الزين اتخذ موقفه، كغيره من الكهنة، ولا تراجع عنه. “انا سعيد جدا بالموقف الذي اعلنه كهنة بيروت. ونأمل في ان نتبع مثالهم في جبل لبنان. لا نقبل بما يحصل”، يقول لـ”النهار”. مقاطعة الحفلة المعنية موجبة، “خصوصا وان هناك اساءة لمشاعر المسيحيين، ولا احترام لتقاليدهم وطقوسهم الدينية”.ويشدد الزين على اننا لسنا ضد الفن اطلاقا، “لكن لا يجوز الرقص على ترتيلة الهية. الترتيلة للعبادة، لبيت الله، وليس لعرض راقص على المسرح، حيث تنتفي كليا غايتها الاصلية، وتصير لجذب العيون الى العرض. وهذا ما لا يليق بها”. اما الاصرار على ابقاء الترتيلة في العرض فيعني امرا واحدا: “نحن مستمرون في التحرك”. بالنسبة الى احدى المؤمنات الارثوذكسيات، “من المستحيل ان نقبل”. للقضية تابع.