إن إكرام القديسين لا يتمّ فقط من خلال إحياء تذكارهم في الكنيسة، وإنّما بإحيائه في نفس الإنسان المؤمن.
هل ماثلتَ القدّيس؟ هل تحمّست لفضيلته؟ هل سرت على خطاه؟ بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نقيم عيد القديس بشكل دائم وليس في يوم تذكاره فقط.
إنّ إكرام القدّيس يكمن في اقتفاء سيرته. لقد ازدرى أولئك بحياتهم. حاول أنتَ أن تزدري الشهوات. وألا تجعل يوم العيد فرصة للسكر والعربدة.
أنتَ جنديّ للمسيح.
كن مستعداً لا متهاوناً.
كن رجلاً لا شبه رجل.
لماذا نقرأ السنسكار
في تذكار استشهاد قديس ما، كان المسيحيون يجتمعون إلى جانب قبره أو في الكنيسة المشيّدة على اسمه. وأثناء هذا الاجتماع كانت تتلى قراءة تدعى السنكسار، أي سيرة حياة القدّيس وشهادته وعجائبه.
يوجد كتاب يُدعى السنكسار يحتوي على سير القديسين لكلّ شهر. هذا الكتاب يستحق أن ينال اهمامنا، نحن أناس هذا العصر.
إنّ قراءة سير القدّيسين ستقدّم لنا العون الكبير في حياتنا الروحيّة، إذ:
– سننال التعزية في أوقات الشدّة. إنّ القديسين احتملوا الآلآم الكثيرة بصبر وفرح؛ أحرقوا وسلخت جلودهم فقابلوا ذلك بهدوء وفرح. إنّه حقًّا أمرٌ مستغرب، لكنّه حقيقيّ.
– سنعرف عن قرب جهاد القدّيسين الروحيّ وتواضعهم، ونستنتج بالتالي مقدار ضعفنا وهشاشتنا.
– سيبقى ذكرهم حيّاً في كلّ خطوة نقوم بها، وسنطلب شفاعتهم عند الله ليمنحنا نِعَمَه في كلّ المواقف التي تواجهنا يومياً.
– سندرك أنّنا أقوياء فقط بواسطة النعمة الإلهية، كما القدّيسون تماماً.
– سنمجّد الكنيسة الأرثوذكسيّة التي أسّست على دماء الكثير من القدّيسين، الأمر الذي يضع على عاتقنا مسؤوليّة كبيرة.