بعد القيامة الذي صعد الى السماء هو المسيح في جسده لأن الصعود نتيجة القيامة.
قلنا في جسده صعدَ لأنه في ألوهيته كان دائمًا في السماء. نزل من السماء تدل على التجسد والصعود الى السماء تدل على ارتقائه بجسده القائم من الموت الى حضرة الآب والروح القدس.
ان رفـع مـوسى الحيـّة النحاسيـة كـان صـورة عـن رفع السيـّد على الصليـب. هكـذا نـفـهم ان الإيمان بالمصلوب يعطـي الحيـاة الأبـديـة التي قـال عـنـهـا إنـجـيل يوحنا: “والحياة الأبدية هي أن يعرفـوك أنت الإله الحـق وحـدك ويعـرفـوا الذي أرسلته يسـوع المسيـح” ١٧: ٣). هي حياة لنا منذ هـذا العـالـم. ان نعـرف الآب ونعـرف الابن ونتيـجـة لذلـك ان نعـرف الــروح القـدس هـو ان نعيـش فـي الثـالوث القـدوس وبالثالوث الـقـدوس. نحــن نصعـد اليـه وهـو ينـزل الـيـنـا.
نحن نعـرف انه يحبنا لأنه بذل نفسه عنا لما رفع على الخشبـة اذ أحبنا حتى الموت موت الصليب وليس حـب أعظم من هذا. وعند ذاك لا نموت بل تكون لنا الحياة الأبدية.
بموته رفع الدينونة عنا وبتنا مُخلّصيـن بـه. ونـلـنـا الحيـاة الأبـديـة منذ الآن. هي ليست مرجأة الى ما بعد الموت إذ تبدأ فينا بالمعمودية وتستمر بالإيمان. في المسيح لا فرق بين ما هو قبل موتنا وبعد موتنا. وفي المعـمـوديـة نمـوت مـع المسيـح ونقـوم بـه.
هذا هـو بهـاء الإيمان المسيحي اننـا نعـرف اننـا أحيـاء بالمسيح الساكــن فينـا بروحـه ويقضي فينا على أسباب المـوت الروحـي إذ يحيينـا دومـًا بالنعـمة. “بالنعمـة أنتم مُخـلّصــون”. مُخلّصون اليـوم وغـدًا ودائمـًا. أنتـم تتـكــوّنـون مـن الـنعـمة ولا تبقـون فـقـط لحمًا ودمًا لكونكم أبناء الله صـرتـم إلهـييــن وتـبـقــون كذلـك بالإخـلاص.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)