أي وجه

رينيه انطون Tuesday September 10, 2013 262

رينيه أنطون

أي وجه هو ذاك الذي دفع ببولس الرسول ورفاقه الى أن يجولوا الارض مبشّرين بسحره. سؤال شغله حتى امتلك الجواب وسكن السرّ ليصير هو السؤال.

البير لحام سؤال، تصعب الاجابة عليه بكلمات،استمرّ متصدراً أذهاننا طالما كان وجهه منتصباً أمامنا.
لم يشغله شأنٌ في الحياة قدر ما شغله شأن يسوع، ولم ينطق بكلمة قدر ما نطق به. لم يحبّ كتاباً قدر ما أحب كتابه ولم يسحره مشهداً قدر ما سحره مشهده معلّقاً على خشبة.

اختصرت حكاية الفداء، في وجدانه، كلّ حكايات الحبّ التي في التاريخ وطغى فرحها على كلّ أفراح العشق. لم يستطيب طعماً في الحياة الا طعم الناصريّ ولم يستلذّ نخباً غير نخبه. لم يستذوق جمالاً غير جماله. نكّه غذاءه اليومي بطيب الجسد المطعون ومزج شرابه بالدم المهراق. نصّب الكلمة باباً وحيداً إلى كلّ كلام ومخرجاً لا بدّ من المرور به حتّى اختاره الحبيب لاعباً رفيقاً في ملعب الحبّ الذي لا يُفهم.

كما عاش البير قامةً في البنوّة ليسوع يرحل اليوم. يرحل مزقزقاً به متوثّباً ليلقى وجوه أهل السماء ويُحدّثهم بفدائه. فمجاهداً كان أم منتصراً هو اختار أن يكون مبشّراً مُضجّاً به حتّى اليوم العظيم.

أُعطي الشيخ اللاهث بالربّ أن يدخل اليوم زمن القطاف. أُعطي أن يسمع تصفيق الملائكة عند أبواب السماء. أُعطي أن ينتشي بعناق رفيقه البطريرك. أُعطي أن يسمع ابتهالات الشكر من فم أسقف الفقراء.أُعطي أن يداوي اشتياقه للرفاق الرفاق.

أُعطي الشيخ أن يكون، اليوم، مؤسّساً من جديد. أُعطي أن يؤسّس، بالصلاة، حركة السماء ليحضر، بها، في حركة الأرض ويزيدها لهثاً بالربّ وتألّقاً باسمه.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share