حذر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة متخرجي المدارس الأرثوذكسية في العاصمة “من إعتماد الخفة في الحياة، خصوصاً في هذا الزمن الأسود الذي نعيش فيه، إذ يظن كل إنسان أنه الأعلم والأفهم والأرقى والأقوى…”. وقال: “أحذّركم يا أحبّتي من مغبّة الخفّة في معالجة الأمور ومن مغبّة الإنتفاخ والإستعلاء وعدم احترام الآخر لأنّ هذه الآفات قد أوصلتنا إلى ما نحن عليه من انحطاط أخلاقي واجتماعي وسياسي وأدبي”.
جاء كلام عودة خلال رعايته احتفال تخريج 215 تلميذاً من مدارس الثلاثة الأقمار وزهرة الإحسان ومار الياس بطينا والبشارة الأرثوذكسيّة وثانويّة السيّدة الأرثوذكسيّة، إضافة إلى مدرستي القديس كوارتوس الرسول للتنشئة اللاهوتيّة والقديس رومانوس المرنّم للموسيقى الكنسيّة. وحضر الاحتفال في مدرسة البشارة الأرثوذكسية – الرميل مديرو المدارس وأفراد الهيئتين التعليميَّة والإداريَّة وأهالي الخرّيجين.
وبعد صلاة شكر وبركة، رحّبت مديرة المدرسة المضيفة لورا عبدالله رزق، بالحضور، داعية المتخرجين “أن يشهدوا للحق الذي يحررنا من الجهل”.
ثم اعتلى المطران عودة المنصة لقراءة كلمته متوجهاً إلى المتخرجين قائلاً: “أنتم على أبواب الجامعة لأقول لكم أن المعرفة غذاء النفس والعقل، وأن عليكم أن تنهلوا منها قدر ما تستطيعون”.
وشدد على أهميّة أن يجاهد المتخرجون ويتعلّموا ويكونوا المثال الصالح لمَن هم حولهم، ليتمكنوا من نزع الخوف من نفوس الضعاف الضائعين في خضم أمواج هذه الأيام العاتية، وزرع الرجاء فيهم، الرجاء بالخالق أولاً، وبالأيام التي ستحمل، بفضلهم وفضل أمثالهم، وبمعونة الرب، الفرحَ والسلامَ والازدهارَ والطمأنينةَ لعائلاتهم ولمجتمعهم ولوطنهم”.
إلى كلمة مدير مدرسة مار الياس بطينا الثانويّة ميشال بيطار بإسم مديري المدارس المشاركة.
وبعد توزيع الشهادات على المتخرجين، ألقى باسمهم كلّ من التلميذة أنطونيلا عبدالكريم من مدرسة زهرة الإحسان كلمةً باللغة الفرنسيّة والتلميذة ريان عكاوي من ثانويّة السيّدة الأرثوذكسيّة كلمةً باللغة الإنكليزيّة والتلميذ خضر بو عرم من مدرسة مار الياس بطينا الثانويّة كلمةً باللغة العربيّة، أجمعت مضامينها على التصميم لمواجهة التحديات بالعمل والرجاء.
يذكر أن التلميذة كارمينا خير الله من مدرسة زهرة الإحسان نالت جائزة ناديا تويني في اللغة الفرنسية وآدابها. كما نالت التلميذة نور خوري من المدرسة نفسها جائزة جبران تويني للمواطنة والخدمة الاجتماعية.