شهدت مدرسة البشارة الارثوذكسية في الاشرفية امس محطة بارزة في محطات مدارس مطرانية بيروت للروم الارثوذكس تمثلت باطلاق “الهوية المؤسساتية الجامعة” لمدارس الثلاثة الأقمار وثانوية البشارة وثانوية السيدة في رأس بيروت، في حفل تم خلاله الاعلان عن شعار جديد هو EDUVATION اي التربية والتحديث وتجديد التزام نهج التطوير، علما ان اسماء المدارس الثلاث لن تتغير، لأن لكل منها تاريخاً وهوية.
وحضر الحفل الذي رعاه المطران الياس عوده جمع من الرسميين والتربويين والاعلاميين، اضافة الى الاسرة التربوية والادارية للمدارس الثلاث المحتفى بها ومتخرجيها.
وقدّم “مهندس” الهوية الجديدة رمزي النجار لمحة عن “الهوية المؤسساتية الجامعة” شارحا رموز الشعار المعتمد وابعاده. وركز على القيم الاربع التي سوف يتم تعزيزها: التسامح، والمشاركة والرعاية، والمعرفة، والفكر النقدي.
ديماس: لتظهير هوية واضحة
تلاه الأب جورج ديماس الذي عرض للمراحل التي تم اجتيازها “والتي اوصلتنا الى اعتماد EDUVATION SCHOOL NETWORK لهويتنا المدرسية”. ومما قال: “الهدف الاول هو تظهير هوية واضحة المعالم لمدارسنا، خالية من اي التباس. اما الهدف الثاني فهو دعم المركز الريادي لمدارسنا وتوطيد موقعها هذا في وعي الرأي العام اللبناني. لم تأت EDUVATION من صدفة بل بعد دراسة وتمحيص. درسنا واقعنا بقوته ونقاط ضعفه، بتحدياته وفرصه المتاحة. كنا نعرف باسم المدارس الشقيقة في ابرشية بيروت، ولكن هذه التسمية وجدت التباسا في ذهن الناس. فان كنّا مدارس شقيقة تابعة لمرجعية روحية واحدة، هي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس، فما هي العلاقة إذاً مع المدارس الارثوذكسية الباقية والتابعة لابرشية بيروت؟ مع اعتماد EDUVATION سوف يزول كل التباس باعتماد مدارسنا الثلاث هوية مؤسساتية واحدة، هي ابعد من تغيير في الاسم او في اللوغو”.
أضاف: “طموحنا ان نصبح اكثر من مجرد مدرسة. نحن نسعى الى ان نكون منتجين للمعرفة، ان نصبح تيارا تربويا قادرا ان يحقق تحولات جذرية في المجالين التعليمي والتربوي في لبنان. وعلى الرغم من التحديات، نحن ملتزمون تقديم الافضل لمتعلمينا، ليس فقط من خلال الوسائل والطرائق التعليمية التي نسعى الى تطويرها باستمرار بل بتنمية قدرات الجهاز البشري وتمهينه ليجاري افضل المستويات العالمية حرفية ومعرفة وخبرة”.
وأعلن ان “التغيير لا يطال الاسم فقط بل انه محطة الانطلاق الاولى لتحقيق نقلات نوعية عديدة، منها التوسع في المباني وتجديد تلك القائمة واطلاق مشاريع تربوية وتعليمية رائدة ستشكل عند انطلاقها معلما بارزا رئيسا في التقليد التربوي العريق في لبنان”.
عوده: نراهن على أدمغة أبنائنا
اما المطران عوده فأكد في كلمته انه “في عصر يتساقط فيه البشر كالذباب يوميا، نحن نؤمن بالحياة ونلتزم الانسان. نحن نؤمن ان مقاومة الحرب والفساد تبدأ على مقاعد الدراسة تماما كمحاربة الجهل. لكن دورنا ليس حشو الرأس بالمعلومات، خصوصا في أيامنا حيث اصبحت المعلومة في متناول الجميع. نحن دعاة بناء النفوس ورسالتنا تربية الاجيال. اما هدفنا فان نترك بصمة مضيئة في تاريخ البشرية المظلم. نحن نراهن على ثروة لبنان الفكرية، على أدمغة أبنائنا التي إن أحسنّا صقلها خلّصنا وطننا. هدفنا تربية ابنائنا على حرية الرأي واحترام الآخر، على الفكر الخلاق والعمل المبدع، على التميز في مجتمع اصبح غالبية الشباب فيه كالغنم يساقون من القائد. هدفنا تربيتهم على الحلم الدائم والرجاء الدائم والتجديد المستمر”.
وختم: “اليوم محطة من محطات تاريخ مدارسنا. من ظلمة ايامنا البائسة نحن نحلم ببزوغ شمس جديدة تنير غد أجيالنا الطالعة. عهدنا ان تبقى مدارسنا علامة التزامنا شباب لبنان. انها شهادتنا على ان الانسان كان محور اهتمامنا وسوف يبقى، ان شاء الله، طالما بقيت كنيستنا الارثوذكسية حية وفاعلة”.