كرياكوس خلال تكريس دير سيدة الناطور: القيمة في النهاية ليست في الحجر بل في البشر

mjoa Monday September 30, 2013 103

takris saydit natourأعيد تكريس دير سيدة الناطور الذي بناه الصليبيون على أنقاض بيزنطية منذ أكثر من 900 عام، وذلك بعد أن خضع مؤخرا لسلسلة من الترميمات تحت إشراف الأخت كاترين الجمل التي كانت تقطنه وتعتني به لفترة زمنية طويلة.

وكانت الجمل اشرفت عام 1999، على الترميم الذي أجراه الأب أمبرواز على اللوحات الجدارية في الكنيسة، واليوم، وبالتعاون مع شركة الترابة الوطنية، والمهندسين المعماريين، خضع الدير لترميمات واسعة النطاق، حيث تم ترميم الواجهة البحرية وقاعة الإستقبال بالكامل، مع إضافة قاعة جديدة وذلك بالحفاظ على الطراز المعماري الأصلي للدير.

وإحتفالا بهذه الترميمات، كرس متروبوليت طرابلس وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إفرام كرياكوس الدير برش المياه المقدسة بحضور نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، محافظ الشمال ناصيف قالوش، قائمقام الكورة كاترين الكفوري، نقيب المهندسين في الشمال بشير ذوق، رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس رابطة المخاتير توفيق نقولا، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، ورؤساء البلديات والمخاتير ورجال الدين وأبناء المنطقة.

بعد التكريس ألقت الجمل كلمة شكرت فيها كل الذين ساهموا في إعادة ترميم الدير وخصت بالشكر كرياكوس وشركة الترابة ورئيس مجلس إدارتها بيار ضوميط .

 

امبرواز
ثم ألقى أمبرواز الروسي الأصل الذي رسم الأيقونات داخل الكنيسة وأعاد ترميم بعضها فشكر الجمل لدعوته الى زيارة الدير في العام 1997 حيث إطلع على الرسوم والجداريات وعلى تاريخ الدير وساعد في إعادة ترميمه، شارحا معان الأيقونات والرسومات التي يعود تاريخها الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر.

 

كرياكوس
ثم ألقى كرياكوس كلمة تحدث فيها عن معنى العطاء فقال: “إن هذا الدير الذي أنتم فيه والذي نحتفل بتكريسه من جديد هو أرض مقدسة، والإحتفال هو أولا لتكريم العذراء مريم صاحبة هذا الدير وسيدته، التكريم يعود أيضا لكل من يكرم العذراء في هذه المنطقة وفي العالم كله. العطاء المجاني يأتي أولا من الله الذي أغدق علينا من نعمه الغزيرة، وأمطرها على الأخيار والأشرار، لكن هنا تتجسد الفضيلة عند الراهبة التي كرست حياتها وقدمت لا مالها، كونها لا تملك شيئا، بل قدمت نفسها وتعبها ومحبتها للعذار وللجميع”.

اضاف: “القيمة في النهاية ليست في الحجر بل في البشر كما يقول المثل الشعبي، هذه المرأة المتواضعة كاترين الحبيبة لها الفضل الأول في تعمير وتجديد هذا الدير، صحيح أن أباءنا شيدوا هذه الحجارة منذ القدم، صحيح أنه ليس من إنسان كامل، لكن قلة هم الذين يتكرسون لله وللآخرين تاركين كل شيء وتابعين البارىء كل شيء. وماذا بعد، ألا أذكر كل الذين أعطوا مجانا، كل الذين أحسنوا لهذا الدير الكبير والصغير، القليل الكثير الرب يطوب فلس الأرملة لأنها أعطت كل ما لديها من مال. ولا بد أن أذكر هنا رئيس مجلس إدارة شركة الترابة الوطنية السيد بيار ضوميط مع مدير الشركة السيد روجيه حداد اللذين قاما بالمبادرة لتنظيم هذا الإحتفال وساهما مع غيرهما من محبتهم وعطائهم المجاني في ترميم هذا الدير، كذلك المهندس ديب”.

وختم: “أقدم إعتذاري الشخصي لعدم دعوة كل المسؤولين الى هذا اللقاء كوننا أردنا أن يكون إحتفالا دينيا قبل كل شيء، أرجو أن تقبلوا جميعا محبتي وتقديري لجميعكم”.

 

ضوميط
ثم تحدث ضوميط فقال: “إن دير سيدة الناطور وعلى رأسه الأخت كاترين لطالما سهرا على أهاليها في المنطقة طوال سنوات عدة لذا فهما يحتلان مكانة خاصة في قلوبنا. الآن وقد حظينا بفرصة لرد هذا المعروف نحن عازمون على أن نكون أحد أبرز المساهمين على أحد أبرز المساهمين في الحفاظ على الدير”.

ثم قام الجميع بجولة على مختلف أقسام الدير بما فيه القاعة الجديدة للاستقبال التي تم بناؤها حديثا والتي تطل على الفناء المركزي حيث أقيم معرض صور من الماضي يحمل توقيع المصورة جومانا جمهوري إضافة الى صور بصرية للدير تناولت إعادة الترميم والتطور الي لحق به.

إشارة الى أن دير سيدة الناطور شكل على مدار السنوات الماضية مركز إستقطاب للعديد من اللبنانيين والسياح الذين يتوافدون إليه للوفاء بالنذور والصلاة ويتمتع محيط الدير بتنوع الحياة البيولوجية في البحر القريب منه والذي يجذب إليه الصيادين. كما تحيط بالدير أراضي شاسعة تحتوي على نبتة الريحان، إضافة الى وجود ملاحات على طول إمتداد شاطئه.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share