بيان صحفي صادر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

mjoa Wednesday October 2, 2013 89

with Popeقام غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بزيارةٍ تاريخيةٍ لحاضرة الفاتيكان في الفترة الممتدة ما بين 26 أيلول والأول من تشرين الأول 2013 التقى خلالها قداسة البابا فرنسيس الأول. لم تحمل الزيارة من الجانب الأنطاكي ذلك الطابع الرسمي كونها تأتي، بشكل أساسي، وبالتحضير السريع لها، زيارةً تهدف إلى تظهير الموقف الإنطاكي من القضايا المطروحة للرأي العام العالمي، ولضم صوت الكنيسة الأنطاكية إلى صوت الكرسي الرسولي في الدعوة إلى اعتماد الحوار وسيلةً وحيدةً لحل المشاكل التي تعترض بلدان المشرق، ولإرساء أسس السلام والعيش المشترك فيها.

 

 

 

 

 

 

 


وقد كان لغبطته في هذه الزيارة لقاءٌ تاريخيٌ، اتسم بالحفاوة، بقداسة البابا فرنسيس الأول، نقل فيه غبطته إلى الحبر الروماني محبة واحترام مؤمني كنيسة أنطاكية في سوريا ولبنان والعالم أجمع، شاكراً إياه على مبادرة الصلاة التي أطلقها من أجل السلام في سوريا وفي العالم كله. كما تداول وقداسته آلام شعبنا الذي يفتقد ومنذ خمسة أشهر راعييه المطرانين، يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، في حلب ويصلي إلى الرب القدير أن يفرج عنهما وعن سائر الكهنة وعن كل المخطوفين أياً كانوا، وأن يتغمد الكهنة الذين أعطوا دمهم خدمةً لرعية المسيح بالرحمة الإلهية ويعزي قلوب المحزونين بفقدان الأحبة.

أكد قداسته وغبطته على نبذ العنف والأعمال الإرهابية ورفض التطرف بكل أشكاله. كما شددا أن الحل السياسي والسلمي الذي يضم الكل إلى طاولة الحوار، هو الكفيل بتثبيت المسيحيين وإخوتهم في المواطنة في البلاد الأم، وهو الضامن للاستقرار والأمان لإنسان هذا المشرق، وبشكلٍ خاص في سوريا ولبنان. والذي يؤمن حياة كريمة عمادها المواطنة وقبول الآخر والعيش المشترك.

وتأكيداً لأواصر الأخوة والمحبة بين روما وأنطاكية، كان لغبطته عدة لقاءات مع السادة الكرادلة أكد فيها غبطته على ضرورة السير قدماً في سبيل وحدة المسيحيين. فقد التقى غبطته سيادة الكاردينال برتونه، أمين سر حاضرة الفاتيكان، شاكراً إياه ومثنياً على حكمة الكرسي الرسولي في إبقاء سعادة السفير البابوي، الأسقف ماريو زناري، في دمشق، سفيراً لمحبة كرسي روما ومسمعاً لصوت قداسته، وسامعاً عن قرب هموم المسيحيين والمسلمين على السواء. والتقى غبطته سيادة الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، مناقشاً معه سبل التعاون الملموسة بين كنيسة أنطاكية وكنيسة روما ومستقبل العلاقات المسكونية بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. وفي إطار تعزيز العلاقة مع الكنائس الكاثوليكية الشرقية، التقى غبطته بالكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية (الكاثوليكية) وتداول معه سبل الارتقاء بالعلاقة الطيبة التي تجمع الأرثوذكس بالكاثوليك الشرقيين وتوحيد الصف المسيحي في إطار العلاقة الطيبة مع الأخ المسلم.

وقد كان لغبطته ضمن برنامج الزيارة مداخلةٌ في مؤتمر “شجاعة الرجاء: الأديان والحضارات في حوار”، الذي نظمته ودعت إليه مشكورةً أخوية القديس إجيديو في روما. وقد أكد غبطته في كلمته على أهمية العيش المشترك الإسلامي المسيحي في الشرق. كما أعطى أمثلةً حيةً من الواقع المعاش على تجذر المسيحيين في أرضهم وعلى طيب العلاقة مع الآخر إلى أي دين انتمى، وعلى رفض استغلال الدين لنشر الفرقة بين إخوةٍ في الوطن الواحد.

وعلى هامش هذه الزيارة، كان لغبطته لقاءٌ مع وزيرة الخارجية الإيطالية السيدة إيما بونينو. كان اللقاء مناسبةً أكد فيها الجانبان أن صوت السلام هو الذي يصل بنا، أينما كنا في بقاع الأرض، إلى تحقيق السلام، وأن رايات السلام أمضى من طبول الحرب.

يهم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إذ تضع هذا البيان الإعلامي المقتضب بين أيدي الرأي العام لإطلاعه عامةً وإطلاع أبنائها بشكلٍ خاص، أن تؤكد أنها تعمل وتصلي، من منطلق إيمانها برسالة الكنيسة، مع أختها كنيسة روما، من أجل سلام سوريا ولبنان وبلاد المشرق والعالم وتسهر وتعمل، على قدر ما أعطاها الله، ومع كل ذوي النيات الحسنة، من أجل خير إنسانه.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share