مَعْمُودِيَّةُ الأَطفَال

mjoa Friday October 4, 2013 195

“دعُوا الأطفالَ يأتونَ إليَّ ولا تمنعُوهُم، لأنَّ لمثلِ هؤلاءِ ملكوت السَّماوات” (مرقس 10: 14).
 
يعتقد العقلانيّون، ومنهم البروتستانت، أنَّ ممارسة سرّ المعمودية للأطفال ﭐبتِكارٌ غير كتابيّ، مُدَّعِين أنَّ الرُّسل لم يعمِّدُوا قطّ من كان صغير السِّنّ. نقرأ في أعمال الرُّسل (2: 41) أنَّ الشَّعب بعد سماعه عظة الرَّسول بطرس “قَبِلَ كلامَه بفرحٍ وﭐعتَمَدُوا وﭐنضمّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نَفْس”. لا بدَّ أن يكون فيما بينهم أطفال. راجِع أيضًا معموديَّة كورنيليوس مع “جميع أهل بيته” (أعمال 10 و11) و(أعمال 16: 15) حيث ﭐعتمَدَتْ ليدية هي وأهل بيتها.


 
هنا كلمة بيت (οἶκος) تعني العائلة برمَّتها. وفي “التَّقليد الرَّسوليّ” (حوالي 215 م.) يأمر القدِّيس هيبُّوليتُس أسقف روما “بأن يعمِّدوا الأولاد أوَّلًا، وإن كانوا يستطيعون الإجابة على أسئلة الكاهن بأنفسهم فليَفْعَلُوا وإلَّا فَلْيُجِبْ والداهم أو أقرباء آخرين عنهم”.

وقد أقرّ مجمع قرطاجة مع رئيسه القدِّيس كبريانوس بأنَّ معموديَّة الأطفال كانت ملائِمَة ويمكن أن تتمَّ في اليوم الثَّالِث لولادة الطِّفل ولا تحتاج إلى تأجيل أكثر من ثمانية أيَّام.

* * *

أيُّها الأحِبَّاء!، إنَّ الإيمان بيسوع المسيح ربّنا وإلهنا ليس مجرَّدَ فكرةٍ عقلانيَّة. إنَّه رباط ثقة
ومحبّة قبل كلّ شيء. الطِّفل قادر أن يبنِيَ على طريقته علاقةَ ثقةٍ مع الآخَرِين، وإن كان لا
 
يستطيع أن يفهم عقلانيًّا شيئًا عن الله كالرَّاشِد لكنَّه قادِرٌ أن يثِقَ به ويحبّه.

قال الرَّبُّ يسوع عندما تناول ولدًا بين ذراعيه: “من أَعْثَرَ أحد هؤلاء الصِّغار المؤمنين بي فخير له أن يُعَلَّقَ في عنقه حجر الرُّحى ويغرَّق في لجَّة البحر” (متَّى 18: 6). الطِّفل يأخذ الغذاء الرُّوحيّ، عن طريق أسرار المعموديَّة والميرون والمناولة (أسرار الدُّخول الَّتي تجعله عضوًا في جسد المسيح، في شعب الله الجديد الكنيسة)، كما يتناول الغذاء الجسديّ، الحليب، من صدر أمّه.

وبالمناسبة، أيضًا،  نتعجَّب من الكنيسة الكاثوليكيَّة كيف تضع تحديدًا للسِّنِّ الَّذي يُسْمَحُ فيه للولد أن يتقدَّم من الإشتراك في الأفخارستيّة!.
 
لقد أثَّرَتْ بهذا الفعل على الكنيسة الإنجيليَّة في عدم إعطاء سرّ المعموديّة للأطفال بسبب سنّهم! منطق عقلانيّ مرفوض لا يوجد له أَثَر في الكتاب المقدّس على الإطلاق. أجاب الرّبّ على هذا كلّه بقوله:

“دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت السّماوات” (مرقس 10: 14).

هذا كلّه لا ينسينا واجبنا أن نسلِّمَ أولادنا المعمَّدِين إلى عائلة مسيحيّة ملتزِمَة (أو عرَّابَيْن) لكي تتعهَّد تربيتهم تربية حَسَنَة على الإيمان القويم.
 

                                           + أفرام
                   مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share