بحضور صاحب السيادة راعي الابرشية المطران افرام كرياكوس و ببركته و بدعوة من فرع الميناء لحركة الشبيبة الارثوذكسية ، تم إعادة افتتاح بيت الحركة بحلته الجديدة بعد تأهيله و ترميمه بمباركة سيادته بمعية كهنة الرعية الأفاضل مع لفيف من الحركيين و ذلك بعد مشاركة الجميع في صلاة الغروب التي أمها سيادته في كاتدرائية القديس جاورجيوس – الميناء .
وبعد ترحيب رئيس فرع الميناء الأخ ميشال قطرة بسيادة راعي الابرشية استعرض المراحل التاريخية لبيت الحركة و المراحل التي مر بها وصولاً الى وضعه الراهن ، و مما قاله :
” في عيد الحركة السابع اي في العام ١٩٥٠ ،عرض بعض الأخوة الحركيين ، على راعي أبرشية طرابلس و الكورة و توابعهما للروم الأرثوذكس آنذاك المطران ثيودوسيوس ابو رجيلي ، فكرة انشاء بيت للمركز يوفر للشباب محلاً للثقافة و التسلية البريئة ..فلبى سيادته الطلب و سلمهم الارض التابعة للوقف..
شكل بناء البيت مجازفة كبيرة ، اذ لم يكن في الصندوق بادىء الامر سوى مائة ليرة لبنانية ..فتألفت لجنة هدفها زيارة كل البيوت الارثوذكسية في الميناء مطالبة بدعمهم للمشروع و بجمع التبرعات منها، بالاضافة الى جمع التبرعات من الجمعيات الموجودة و المراكز الحركية الاخرى…و بلغت قيمة تبرعات أهل الميناء الى ٤٧١٨ ل.ل في ذلك الوقت .
كان البيت في بدايته مؤلفا من قاعة كبرى للاجتماعات و غرفتين و تم تدشينه في ١٢ نيسان ١٩٥٣ .
أما الحديقة فتم تدشينها مساء الجمعة في ١٦ تموز ١٩٦٥ .
أما الطوابق العلوية من البيت فقد تم بناؤها في العام ١٩٧١ بمجهود الأخوة أعضاء الفرع .
خضع البيت لعدة جولات من الترميم و الدهان آخرها هذه الورشة ( مع شرح وافي من قبل الأخ ميشال عن الاعمال التي تضمنتها الورشة) ، بحيث بلغت كلفة الترميم حوالي ١٥٠٠٠ دولار وقد تم تأمين الجزء الأكبر منها حوالي ١٣٠٠٠ دولار من خلال تبرعات الأخوة … كما قمنا بعدد من المشاريع مثل ريع لمسرحية جورج خباز ، و فطور ، و بيع pins و غيرها من المشاريع الصغيرة الاخرى .
ما زال باب التبرعات مفتوحاً لمن يرغب اذ اننا لم ننتهي بعد من تسديد كل المبالغ المستحقة “
و ختم الأخ ميشال قطرة كلمته بمقتطف من كلمة ألقاها خلال حفل تدشين البيت العام ١٩٥٣ أمين عام الحركة آنذاك الأب جورج خضر ( مطران جبل لبنان) حيث قال: ” ان هذه الحجارة التي ساهمتم جميعاً في وضعها قيمتها الوحيدة أنها رمز لوحدتكم و تفانيكم في خدمة يسوع المسيح . و سيبقى هذا البيت ابداً بيتاً للشعب المؤمن يستمد من منابعه نور المعرفة و من اجتماع أبنائه أمثولة أزلية في التماسك الروحي…
لقد علمتم ان الغنى هو غنى الروح و ان الانتاج هو إنتاج التضحية فكان هذا البيت …
و الرب يقوينا لخدمة اسمه القدوس”
ثم كانت لسيادة المطران افرام كلمة أعرب فيها عن سروره بهذا اللقاء مصرحاً بما يلي: “بالحقيقة أشكر الرب و أشكركم على إفساح المجال لنا لنلتقي سوية مرة أخرى في هذا البيت المبارك الذي يعيد الى الذهن ذكريات جميلة جداً ، و نتمنى ان تبقى هذه الذكريات و تستمر الى الامام .
و طبعاً لن أزيد الكثير على كلمة المطران جروح خضر . و لكن أود أن أقول كلمة في هذه المناسبة ،ان تجديد البيت هو مهم جداً كإطار خارجي و لكن التجديد الحقيقي هو تجديد النفس و هو شيء مهم جداً في عصرنا لأن التركيز غالباً في هذا العصر هو ليس للداخل و لكن للخارج،
حبذا ، مثل ما علمتنا الحركة و الكنيسة اصلاً ان نتطلع اولاً الى الداخل و ان ننحى نفسنا قبل ان نهتم بالأمور الخارجية التي تنبع و تثمر هي نتيجة عن الصفاء و الإيمان و الحياة ،و حتى كما يعبر آباءنا القديسون عن النار الداخلية ، بمعنى محبتنا لربنا و لهذه الكنيسة و للعالم أجمع .
و نحن نتمنى أن نحافظ على تقليدنا و ان يبقى هذا البيت قبل كل شيء هو جهاد داخلي ينبع منه كل نشاط خارجي مبارك حتى نقدس نفوسنا و نقدس العالم الذي أصبح صعباً أكثر و أكثر كما تعلمون في أيامنا.
نحن نحافظ على هذه الشعلة الداخلية و حينئذٍ ستنيرنا و تبعد عنا المخاوف و القلق بالنسبة للحاضر و المستقبل “
و في الختام شارك الجميع بحفل الكوكتيل بمباركة سيادة راعي الابرشية .