من بعد موت قيامة

mjoa Sunday October 6, 2013 157

كل نفس ذائقة الموت وذائقة للقيامة. ما هي بذائقة للفناء وحده. ما من أحد يرتضي أن يفنى بالموت ولكنا ارتضينا جميعًا أن نعبر الموت لإيماننا بأن بعده شيئًا جديدًا واستمرار الوجود. هناك لا بد من انكسار، من موت. لا أحد يحس بقيامة أو بوعد قيامة الا من بعد تطلع إلى الموت. هذا هو سرنا أننا لا نشعر بالحياة استمرارا للحياة. يجب أن يكسرها موت لتأتينا أفضل. يذهلني أن معظم البشر يخشون الموت لحتميته لانعدام احساسهم بأن ثمة وعود قيامة لأن الله وحده رازق الحياة.

 ما نسميه قيامة ليس مجرد تواصل هذه الحياة وتلك النازلة عليها من طبيعتها. انها حياة أفضل. هذا هو السر أن الموت يعطيك حياةً أفضل، تلك التي ربك رازقك. هي منه وليست مجرد انبعاث للماضي الذي له دائما طعم الموت. السر أن الانبعاث فقط من الله وليس هو مجرد تجديد للقوى الجسدية التي كانت فينا. الموت أساسي لنيل الحياة الجديدة وهي ليست مجرد استمرار وضع بيولوجي. في القيامة ننال نعمة أي افتقادا إلهيا لا يموت فيه كياننا إلى الأبد. يجب أن ينتهي الفاني. “الأشياء العتيقة قد مضت. ها كل شيء قد صار جديدًا” (٢كورنثوس ٥: ١٧).

الموت طريقنا إلى الإنبعاث. الموت بعد أن كان لعنة بسبب من السقوط صار نعمةً بسبب من القيامة. لماذا كل هذه المسيرة لست أعلم. هذا هو المكتوب في كتبنا. لماذا نموت ثم نُبعث؟ الجواب الوحيد في الكتاب أننا نموت بسبب من العصيان. “أجرة الخطيئة هي الموت”. ولكن الكتاب يعلم أيضًا أن البر المستعاد بالتوبة ينبوع الحياة الجديدة. الحياة الجديدة ما هي الا الله فينا.

المسيحية ديانة قيامة أي انها تقول بالموت وتقول بالانبعاث. رؤيتنا ليست انبهارًا بحياة دائمة. الحياة والموت عندنا متداخلان، في جدلية دائمة إلى ان ينتصر الله بالقضاء على الموت في اليوم الأخير. نحن نقول اننا نموت والموت نراه نتيجة للخطيئة أي عقابًا. والعقاب في حكم الله كما المكافأة. بكلام آخر الإنسان يميت نفسه اذا أخطأ. ولكن الرحلة هي إلى القيامة وهذه ليست فقط في نهاية العمر. انها تقطع جمود العمر وتحييه بنفثات حياة. عندنا ان القيامة تحل فينا أي انها قائمة في وجودنا لأن المسيح من بعد ان قام جعل قوة قيامته في حياتنا كلها.

في الواقع البشري ليس من موت واحد. هناك ميتات روحية، سقطات، انهيارات رهيبة. الموت الجسدي تعبير أخير عن كل انكفاء، عن كل اندثار. ولكن هناك كل الميتات التي تحدثها الخطيئة فينا. الموت في ثنايا ما يبدو حياة. كل انكفاء لذرة حياة نوع من أنواع الموت. هذا نصارعه نحن بوعود القيامة التي المسيح اعطانا. في الحياة الروحية نتوق إلى الخلاص من الموت ولنا في الإيمان والأسرار الكنسية قيامات حتى يخطفنا المسيح إليه في يومنا الأخير.

الحقيقة ان الموت يرافقنا وليس هو فقط حدثًا أخيرًا. كل سقطة موت. ولكن قوة القيامة في حياة الإيمان التي نحياها تتأكل الموت اليومي الذي يدهمنا حتى يبعث الله أجسادنا المائتة.

مع الرجاء نعيش تداخل الحياة والموت. الرجاء ليس ارجاء. هو ذوق مسبق للحياة العليا واذا حلت هذه يبطل الرجاء. بفضل الإيمان نذوق مسبقًا كل الآتيات. الآتيات تنزل علينا في كل حين. ذوقنا اياها يعطينا اياها قبل تحقيقها الأخير. بهذا المعنى كان كل ارتفاع روحي قيامة صغيرة إلى ان يخطفنا الله أخيرًا إليه.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share