التلميذ: كنت أخدم مع رفاقي في الكنيسة فوقفنا مع المرتلين في أثناء صلاة المساء. قال لي المسؤول: اقرأ “الذوكصا” فلم أفهم ماذا يريد. هل تشرح لي ماذا يقصد؟
المرشد: لك الحق ان تسأل لأن “ذوكصا” كلمة يونانية تعني “المجد”. يستعملها المسيحيون في تسبيح الله المثلّث الأقانيم، فيمجّدون الثالوث الأقدس قائلين: المجد للآب والابن والروح القدس. انت تسمع هذه العبارة في الصلاة قولا او ترتيلا، وحدها او كمقدمة لقراءةٍ او ترتيلةٍ.
التلميذ: من اين أتت هذه العبارة؟
المرشد: الانسان يمجّد الله منذ القديم. نجد نصوص تمجيد، او اذا استعملنا الكلمة اليونانية “ذوكصولوجيا”، في العديد من أسفار العهد القديم لا سيما المزامير. عندما يمجّد الانسان الله يشترك في تسبيح الملائكة كما نقرأ في سفر النبي إشعياء: “والسيرافيم واقفون… وهذا ينادي ذاك ويقول: قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت، مجدُه يملأ الأرض” (٦: ١-٣). نجد هذا التسبيح المثلث التقديس، بشكل او بآخر، في العديد من الخدَم الطقسية.
التلميذ: مثل “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” التي نقولها في عيد الميلاد.
المرشد: فعلا. نجد في العهد الجديد تسابيح ثالوثية او تمجيدات محورها يسوع المسيح من أجل ميلاده: “ثم رجع الرعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه” (لوقا ٢: ٢٠)، وعجائبه لمّا شفى المخلّع “بُهت الجميع ومجّدوا الله” (مرقس ٢: ١٢)، وعن بشارة الرسل بالمسيح في أعمال الرسل (١١: ١٨) “فلما سمعوا ذلك سكتوا وكانوا يمجّدون الله”. نجد ايضا في رسائل بولس الرسول عبارات تمجيد.
التلميذ: وفي القداس ايضا نرتل “المجد للآب والابن والروح القدس”.
المرشد: يبدأ القداس بعبارة تمجيد او تسبيح حين يقول الكاهن: “مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس”، فضلاً عن عبارات كثيرة اخرى ارجو ان تنتبه إليها في الصلوات وتُحدّثني عنها. يبقى أن أقول لك ان ما يُسمّى “الذكصولوجيا الكبرى” او “المجدلة الكبرى” هي ما نرتله في آخر صلاة السَحر، قبل القداس، يوم الاحد وفي الاعياد الكبيرة، وتبتدئ هكذا: “المجدُ لك يا مُظهر النور”. أخيرا، ثابر على الوقوف مع المرتلين، وستتعلم كثيرا، وانا مستعدّ للإجابة على كل سؤال.