ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي القداس الالهي في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند بمعاونة كل من المطارنة انطونيوس الشدراوي، دمسكينوس منصور، سرجيوس عبد، سلوان موسى، الوكيل البطريركي الاسقف افرام معلولي، رئيس دير البلمند الاسقف غطاس هزيم، عميد معهد القديس يوحنا الدمشقيث اللاهوتي بورفيريوس جرجي ولفيف من الكهنة والشمامسة. وقد خدمت القداس جوقة المعهد برئاسة جيلبير حنا في حضور النائب فادي كرم، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، مدير الثانوية عطية موسى، الرئيس السابق لجمعية المصارف عبدالله الزاخم، الدكتور وليد داغر، الاسرة البلمندية وشخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
بعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظة قال فيها” ما سمعناه اليوم من الكلام الالهي في الانجيل والرسائل يضعنا من جديد امام مسؤولياتنا، ويذكرنا جميعا بالمعنى الحقيقي الاساسي لايماننا واعلاننا وقولنا اننا نؤمن بالله.”
وشدد على المعاني الصالحة في الايمان المسيحي وممارستها في حياتنا اليومية اذ ان” من يكذب وان كذبة صغيرة ينقض وصايا الله ويكون صغيررا في ملكوته السماوي، اما من يعمل بوصايا الله ويعلم بها يكون كبيرا في ملكوت السماوات.”
وركز على ان الانسان المؤمن مطالب بممارسة “الاعمال الصالحة والحسنة التي فيها منفعة ، وما عدا ذلك من المباحثات والجدالات وما يتبعها من الامور ان لم يكن فيها فائدة ونفع لا تعد من الاعمال الحسنة”.
وتابع بالقول” يا ابنائي، كأننا نتلقى اليوم هذه الدعوة الجديدة، اننا عندما نعلن ايماننا بالله القدير المحسن والمخلص الذي تجسد من اجل خلاصنا كي يعطينا الحياة الابدية، يعني ذلك ان ننسكب في حياته بالاعمال الحسنة والمفيدة كي تعبر اعمالنا عما نقوله وعما في داخلنا من ايمان وحضور لله في كياننا.”
ورأى انه” لا يمكن الفصل بين الايمان والاعمال، اذ ان الايمان والاعمال صفحتين لورقة واحدة. لذا عندما يعلن الانسان ايمانه بالله فانه يعيشه، ويتألم مع المسيح، ويعمل بمحبة الاعمال الصالحة، ويلتزم بجميع المبادئ والقيم والاخلاق المسيحية. وكلنا مدعوون ان نحمل هذه المبادئ وننادي بها لانها حياة بالنسبة لنا وليست نظران وفلسفة. وعلينا ان نتلقف هذه المبادئ والتعاليم والوصايا باذهاننا وعقولنا وحياتنا اليومية وتصرفاتنا لتتفجر افعالا حسنة تدخلنا لملكوت السماوات حيث الطمانينة والسلام.”
وذكر حادثة حصلت مع احد الاشخاص المؤمنين حينما سأل احد الاباء الروحيين عن الميزة الاساسية للراهب اضافة للصلوات والاعمال النسكية فرد عليه بوداعة ان ” تعطي من يجالسك بسمة عذبة تشده وتجذبه للراحة والطمأنينة.”
ولفت النظر الى اجتماع اليوم في كنيسة دير البلمند تحت كنف السيدة العذراء مع الاخوة المطارنة وقد جمعتهم القيم والايمان بالله الذي يترجمونه في الحياة محبة وسلاما، اذ “اننا على ابواب عقد المجمع الانطاكي بعد يومين ومفهوم الكنيسة يدعونا ان نحيا هذا الايمان الذي في داخلنا. والاخوة المطارنة يقومون برعاية شعب الله في كل اصقاع العالم ويجتمعون هنا في البلمند تحت كنف السيدة العذراء للبحث في كافة الامور التي تهم شعبنا وكنيستنا وكل ما فيه خير للانسان كان من كان. وفي ذلك تعبير على ان ما نؤمن به نريد ان نحياه وان نعبر عنه، لذلك نجتمع ونتبادل الرأي والمشورة، ونستمع لبعض، وكل يحمل هموم شعبه وقضاياه للعمل لخير جميع الشعوب والبلاد لاسيما بلادنا ومنطقتنا التي تمر في ظروف قاسية.”
واكد ان قول الرب” انتم نور العالم يحتم علينا جميعا القيام بالاعمال الصالحة، ان بشكل شخصي او جماعي، ان على مستوى الكنيسة او الوطن. وعلينا تذكر ان الله اراد ان نكون على صورته ومثاله وهو صالح ونحن رسله في العالم وعلينا حمل السلام والطمانينة في قلوبنا وحياتنا ومجتماعتنا. فنحن قوم ننادي بالسلام والمحبة والطمانينة والفرح وليس بالقتل والخطف والموت والظلمة.”
وقال” اذكر بشكل خاص بكافة المخطوفين والاسرى، ونصلي كي يعودوا لديارهم وعائلاتهم بسلام، ونصلي من اجل كل المحزونين والمتألمين، وكل من هو بشدة وضيق من اجل راحته. ونذكر بشكل خاص المطرانين المخطوفين، ونصلي كي يكونا سالمين معافين. ونحن نعيش على هذا الرجاء بقوة الصليب. ونعود بهذه المناسبة ونرفع الصرخة الى ضمائر كل البشر والعالم والى الخاطفين والمجتمع الدولي وكل انسان ان يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه لانهاء هذا الملف وعودة المخطوفين سالمين حتى يتابعا عملهما السلامي وخدمة الكنيسة.”
وشكر كل الجهود التي بذلت وتبذل وقال” ما زلنا نتابع كل الامور ونقوم بكل الجهود، وفي زيارتي الاخيرة للاردن ولقائي مع المسؤولين، وزيارتي لالمانيا، وقداسة البابا في الفاتيكان كنا نجمل معنا اينما ذهبنا هذه القضايا ونبحث فيها لاسيما قضية اخوينا المغيبين بالجسد والحاضرين معنا دوما بالروح. ونعيد الصرخة ونذكر الجميع بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذه القضية ونطالب باحلال السلام وقبول الاخر والعيش المشترك والمحبة التي تقوم علينا والمبادئ الكريمة التي يحيا عليها كل الشعوب والعالم.”
وختم” نصلي من هنا، تحت حماية السيدة العذراء، طالبين ان تحفظ المطرانين المخطوفين وتعيدهما سالمين معافين مع كافة المخطوفين. لقد علمتم انه زارنا اللواء عباس ابراهيم ووضعنا في اجواء المستجدات المتعلقة في هذا الملف. وأمل ان تثمر كافة الجهود وتؤول الى النتيجة المطلوبة.