انطلقت اعمال المجمع الانطاكي المقدس في البلمند برئاسة غبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي ومشاركة كل من المطارنة جورج خضر(جبل لبنان)، اسبيريدون خوري(زحلة)، ايليا صليبا( حما)، جورج ابو زخم(حمص)، الياس عودة( بيروت)، سابا اسبر(حوران)، باسيليوس منصور(عكار)، يوحنا منصور( اللاذقية)، دمسكينوس منصور(برازيل)، انطونيوس الشدراوي(المكسيك)، سلوان موسى( الارجنتين)، سيرجيوس عبد(تشيلي)، افرام كرياكوس(طرابلس والكورة) و الياس الكفوري(الجنوب). وتغيب كل من المطارنة بولس يازجي(حلب)، قسطنطين بابا ستيفانو(بغداد والكويت) وفيليبوس صليبا(اميركا).
وسبق انعقاد المجمع مؤتمر صحفي للبطريرك قال فيه” نفتتح اعمال المجمع اليوم واني انتهز هذه المناسبة لاتوجه بالمعايدة القلبية من اخوتنا المسلمين لمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، واتمنى ان يحل الخير والسلام على بلدنا المعذب وابنائنا الطيبين الذين يستحقون كل خير.”
واشار بالقول” نحن نجتمع مع كافة مطارنة الابرشيات في الوطن وبلاد الانتشار للبحث كما جرت العادة في هموم وقضايا شعبنا وبلدنا لما فيه خير الكنيسة والبلاد. وسنبحث بشكل عام ما يجري في المنطقة وبشكل خاص ما يجري في سوريا ونتدارس معاناة شعبنا الذي نحمله دوما في قلوبنا. ونؤكد من جديد على اهمية قبول بعضنا البعض والعيش المشترك في هذه الديار، ونشدد على اننا عائلة واحدة، ومستقبلنا واحد وما يسري على كل منا يسري على الاخر. ونحن مدعوون بهذا العيد المبارك ان نتكاتف ونضع يدنا بيد بعض كي نبني مجتمعاتنا لخير الانسان.”
وتطرق الى ” معاناة شعبنا، واعمال الاغاثة، ومساعدة النازحين والمخطوفين والاسرى والمعذبين وكل ما يعانيه ابناؤنا بالمنطقة، بحيث ان هذه الهموم نحملها ونسعى دوما بالكنيسة الانطاكية ان نواجهها ونواجه كافة الصعوبات ونقف الى جانب شعبنا دون تمييز مسلمين ومسيحيين لنمسح كل دمعة ونكون الى جانبه لتثبيته في دياره وبقائه في بلاده. وما نشدد عليه ايضا في الشأن السوري ان السلام هو المخرج الوحيد وضرورة اعتماد منطق الحوار وقبول الاخر والحل السلمي والسياسي وليس اعتماد اساليب الحرب وغيرها من الاساليب التي نرفضها وندينها مسلمين ومسيحيين لاننا نؤكد جميعا على المحبة التي علينا ان نبني اوطاننا عليها.”
وفي الشأن اللبناني أكد تجاه “ما يحيط بنا ويعصف بنا من هموم ومشاكل، على اهمية تحصين لبنان مما يحصل في المنطقة، واهمية قيام حكومة جامعة لنكون قادرين على درء المخاطر وتحقيق عدم الوقوع بالفراغ الدستوري، ولتثبيت السلم الاهلي في لبنان والمنطقة.”
وفي القضايا الكنسية قال” سوف نتطرق لها من حيث حياتنا في الكنسية الانطاكية وبعض الترتيبات والاجراءات لاسيما قضية الاستحقاق في مطرانية اوروبا الشاغرة حاليا.”
وتمنى كل خير لابناء الوطن والانتشار واستغنم الفرصة ليوجه تحية خاصة لابناء ابرشية اوروبا لتعاونهم في الخدمة العامة. ودعا كل ابناء الابرشيات” ان يحملونا في صلواتهم في هذه الايام كي ترافقنا في خدمتنا لما فيه خير الانسان والمجتمع والبلاد”.
وردا على اسئلة الاعلاميين حول المطرانين المخطوفين وجه دعوة “لجميع الجهات العامة، والمسؤولين، ووسائل الاعلام ان يتم التعاطي مع هذا الملف بكثير من المسؤولية لان الموضوع حساس ودقيق ومهم من كل النواحي الكنسية والسياسية والاجتماعية والانسانية، وارجو بكل محبة ان لا يتم التعاطي الا بهذا القدر من المسؤولية. واننا نصلي ان يكون اخوينا المطرانين سالمين، وان كان هناك بعض المعلومات الا انه لم يتوفر لدينا بشكل دقيق ما يؤكد او ينفي امر المعلومات. اتمنى ان لا نجعل هذا الملف سلعة في وسائل الاعلام او حديثا نتداول به. وعلينا التمييز بين امرين الاول اننا نعيش على الرجاء والامل باطلاق سراحهما وهناك جهود تبذل لاجل ذلك والامر الثاني هو الوقائع والمعلومات ونتيجة الجهود المبذولة. رجاؤنا ان نصلي ان يكون المطرانين سالمين وفي الوقت نفسه نجدد الصرخة ونستغرب كيفية تعاطي الحكومات مع هذا الملف والتعتيم عليه دون اعطائنا معلومات صحيحة او موثوقة. ونوجه النداء للخاطفين والمجتمع الدولي والحكومات بالتعاطي مع هذا الملف بقدر لازم من المسؤولية.”
وفي موضوع الاغاثة اشار الى ان” الظروف تتفاقم وهي قاسية، ونحن على ابواب فصل الشتاء، والمهجرون في شدة وضيق يواجهون اياما صعبة”. وشدد على ان “الكنيسة هي الشعب ونحن نحيي اليوم شعبنا الذي يحمل كل هذا الرجاء والايمان في داخله وقد برهن عن صموده بتحمل كل الصعوبات، ونحن معه وهو معنا ونسعى لنعزي بعضنا بعضا. ونحن في موضوع الاغاثة بجانب شعبنا وكل المشردين والمخطوفين والمعذبين، ونشدد على دورنا بالكنيسة التي تقوم بما يتاح لها من اعمال اغاثة ونسعى الى تعزيزها انما الامكانيات اقل من الجاجيات ونحن نبقى على الرجاء ثابتين ولنا ثقة بابنائنا وكل الايادي الخيرة التي تريد ان تساعد.”
وفي رد على ما ورد في سؤال عن رغبة البطريركية بعدم رفع الصوت عاليا للمطالبة بالافراج عن المطرانين قال” كل انسان يحترم راي الاخر، انما لم نطلب من احد برفع الصوت او تخفيضه لذلك اطلب التعاطي مع القضية هذه وغيرها على قدر من المسؤولية، ومن ناحية اخرى هذا الموضوع يحتاج لكثير من الدقة والموضوعية والتعاطي معه بالحكمة التي نراها. هناك اتصالات كثيرة لم نتكلم عنها وعندما نرى الفرصة المناسبة نعلن عنها، ونحن نتابع هذه القضية كما يجب.”
وفي الختام عبر البطريرك يازجي عن سعادته بعودة المفتي الشعار الى مدينته طرابلس واعتبر هذا حدثا مهما. ووجه له تحية من على هذا المنبر في البلمند ودعا له بالخير والتوفيق.
ووجه شكر خاص لكل وسائل الاعلام الموجودين وغير الموجودين متقدما منهم بالمعايدة في عيد الاضحى المبارك.