الله للقدِّيس يوحنَّا الذَّهبِيّ الفم

mjoa Sunday October 20, 2013 224

أَوَتَجْهَلُ أنَّ اللهَ يعتَنِي بجميع خلائقه، وأنَّه حكيمٌ ولا يُنجِزُ شيئًا بلا تَبَصُّرٍ وبلا حقّ، وأنّه يُحِبُّكَ أكثر ممَّا يحبُّك ذَووك، وأنّ حُنُوَّهُ يَفُوقُ حُنُوَّ الأبِ بكثير؟!، إنّه مملوءٌ حِلْمًا، مُحِبٌّ للبشر، طافِحٌ بالاهتمام، أَحْكَمُ الأطبَّاءِ وأَحَنُّ الآباءِ وأَعدَلُ القُضَاة.
لقد تساهَلَ اللهُ بما لم يُرِدْهُ، حتّى يحصلَ على الخيرِ الَّذي أرادَه.


 
إنَّه غَيورٌ، وإذا ما أرادَ أن نختارَه هو دون أيِّ أحدٍ آخَر، فذلك لأنّه يحبّنا بلا حدود. وأنتم تعلمون جيِّدًا كيف يتصرَّفُ ذَوو الحبّ المجنون، فهم يُبْدُونَ غيرةً قُصْوَى ويؤثِرُونَ الموتَ على أن يَرَوا أنفسهم مُبعَدِينَ عن الّذين يحبّونهم.

إنَّ ما يحصلُ وَفقًا لمشيئة الله هو أفضلُ من كلّ شيء، حتّى ولو بدا لنا سيّئًا. وبالمقابل، ما يُخالِفُ عزمه ورضاه يكون سيِّئًا حتَّى ولو ظُنَّ بأنّه في غايةِ الجودة.
 
لو كان الله صالحًا فقط في إحساناتِه، ولم يكن كذلك حينما يعاقِب، لكانَ نصفَ صالح، وهذا تفكيرٌ مرفوض. فقد يحدث ذلك عند البشر كونهم يفرضون العقوبات تحت تأثير العدوانيّة والهوى، أمّا الله فهو بلا هوًى. وهو صالِحٌ سواءٌ فعلَ خيرًا أم عاقب، ويُبدِي في وعده بالملكوت وفي تهديدِه بجهنّم الصّلاحَ نفسَه، وذلك بهدفِ إصلاحِنا.
 
علامةُ غضبِ الله إنّما هي غيابُ الرّوحِ القدس. لكنْ حين ترى الرّوحَ القدسَ موزَّعًا بسخاء، لا تَشُكَّنَّ من بَعْدُ بالمصالَحَة. هل عايَنْتَ صرامةَ الله؟. فانظُرْ أيضًا إحسانَه.
 
إنْ كُنّا قدِ استَفَضْنا في التَّكلُّمِ عن صلاحِ الله، فهذا ليس لتشجيعنا على القيامِ بما لا يليق، بل لكي لا نيأسَ في خطايانا. هل يحبّ الله البشر؟. بالتأكيد، ولكنّه الدَّيَّان العادِل أيضًا.
 
نصيرُ مماثِلِين لله في مزاولةِ البِرّ، وفي إبداءِ محبَّتِنا للنَّاس، وفي إظهار تفانينا وإنصافنا، وفي إشفاقنا على القريب.

كيف يَسعُنا أن نمجّدَ الله؟. يمكننا ذلك في عيشنا لمجد الله وفي تألّق سيرتنا، إذ ما من شيءٍ يَؤُولُ إلى تمجيد معلِّمنا كمثل السُّلوك الجيِّد. إذًا، مهما فعلنا، فلنفعله بحيث نحمل النَّاظِرِين إلينا على تمجيد الله.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share