مرت الأيام سريعاً لتأتي لنا اليوم الاثنين، الثامن عشر من تشرين الثاني، بالذكرى السنوية الأولى لجلوس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسي القديس مرقس، كبابا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ118.
على مستوى الشأن السياسي، جاء البابا تواضروس الثاني في وقت تشهد فيه مصر تحولات كبرى، أثبت خلالها البابا الجديد أنه امتداد طبيعي لمدرسة الوطنية المصرية، التي تعد الكنيسة القبطية واحدة من أهم مكوناتها، ليؤكد على المحبة والسلام بين المصريين على مختلف توجهاتهم.
في هذا الشأن يقول مدحت بشاي، الكاتب والمفكر القبطي، لصحيفة اليوم السابع المصرية: “واجه البابا حملات عدائية تهاجم الكنيسة في زمن الإخوان المسلمين وحملاتهم لتشويه صورته، ولكنه استطاع بحكمته أن يجنب البلاد مخاطر حالة حرب أهلية عقب الحالة الجنونية من الاعتداءات على عشرات الكنائس والمؤسسات المسيحية”، بقوله: “المسيحي ليس عنيفاً وليس العنف سيّده، لكنه بذات الوقت قوي، وقوته كامنة بالمحبة والوداعة”.
وفي الجانب الكنسي العالمي، جاءت زيارة البابا تواضروس الثاني إلى الفاتيكان، ومقابلة البابا فرنسيس لتؤكد على الأخوّة القائمة بين أتباع وأبناء، ليس الكنيستين، وإنما الكنيسة الواحدة السائرة نحو الوحدة الكاملة التي أرادها السيد المسيح.
“موقع أبونا” يجدد المحبة والتقدير لقداسة البابا تواضروس، ويهنئه بالسنة الأولى لحبريته، داعياً الرب أن يمد قداسته بمزيد من الحكمة والمحبة لقيادة دفة الكنيسة المرقسية العزيزة.