التلميذ: ما معنى كلمة “ليتورجيا”؟ انت تقولها دائما عندما تتكلم عن القداس، هل تعني القداس؟
المرشد: “ليتورجيا” كلمة يونانية تعني حرفيا “عمل الشعب”. في المسيحية ما هو عمل الشعب المؤمن؟ عمل الشعب المؤمن الصلاة وبالأخص تنفيذ ما طلبه يسوع من تلاميذه في آخر العشاء الأخير معهم عندما قال: “اصنعوا هذا لذكري” (لوقا 22: 19).
التلميذ: ماذا قصد يسوع؟ ما “هذا”؟
المرشد: قال يسوع هذا الكلام بعد ان أخذ خبزًا وقال: “خذوا كلوا هذا هو جسدي” ثم أخذ الكأس وقال: “اشربوا منه كلكم، هذا هو دمي”. ثم أضاف: “اصنعوا هذا لذكري”. العمل المشترك الذي يقوم به المؤمنون هو “الليتورجيا الافخارستية”. كلمة افخارستيا اليونانية تعني الشكر. عندما نتكلم عن القداس والمناولة نقول: “سر الشكر”.
التلميذ: لكن الكاهن هو الذي يعمل القداس.
المرشد: الكاهن يترأس القداس وقد انتدبه الأسقف لذلك في رعية او كنيسة معينة لأننا كنيسة واحدة، جسد المسيح. قلت ان الكاهن يقيم القداس مع الشعب الحاضر. المؤمنون الحاضرون هم مشاركون في الخدمة، مشاركون في الليتورجية. ليسوا مجرد حضور كما يحضرون مسرحية مثلا. لذلك يجب ان نصل يوم الأحد الى الكنيسة عند ابتداء الليتورجيا الافخارستية اي عندما يعلن الكاهن: “مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس” ونبقى الى آخر القداس.
التلميذ: نعم. تكلمنا عن هذا سابقًا، وقلتَ لنا اننا ندخل في رحلة الى الملكوت.
المرشد: اذكر ذلك. لكني اكرر اليوم ان اشتراكنا الفعلي في الليتورجيا يمر بكل مراحل القداس: نطلب من كل قلبنا عندما نسمع الطلبات، نصغي الى قراءة الرسالة والإنجيل والى الوعظ. نقول من كل قلبنا مع كل الاخوة الموجودين في الكنيسة: اومن بإله واحد .. نشترك من كل قلبنا في الكلام الجوهري، نتفاعل مع الترتيل حتى نكون فعلا أبناء عندما نقول : أبانا الذي في السموات، ونصل الى قمة الليتورجيا اي المناولة وبها نصير واحدا مع الرب يسوع المسيح ومع كل الإخوة.
التلميذ: سؤال أخير: متى ابتدأ المسيحيون يتممون الليتورجيا؟
المرشد: فورًا بعد قيامة الرب يسوع من الموت وصعوده الى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ في العنصرة. ألم تقرأ في أعمال الرسل وصف حياة المسيحيين الأوائل: “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات” (2: 42)؟ لم يكن هذا ممكنا قبل حلول الروح القدس كما وعد الرب يسوع: “أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الأبد” (يوحنا 14: 16).