بمشاركة السادة المطارنة المتروبوليت افرام (كرياكوس) – المتروبوليت جورج (خضر) – المتروبوليت باسيليوس (نصّور) – الاسقف غطاس (هزيم) ورؤساء اديار وكهنة من الابرشية وخارجها والامين العام رينيه انطون ورئيس مركز طرابلس فرح انطون، وامناء عامون سابقون، واخوة حركيين رؤساء المراكز واعضاء الامانة العامة واعضاء مجلس مركز طرابلس واخوة من كافة المراكز والفروع، الى جانب العائلة والاهل والاصدقاء.
تراتيل قيامية ادتها جوقة الميناء قبل البدء بالخدمة، بما أن كوستي كان يشدد دوما اننا قياميون.
تلا المتروبوليت باسيليوس الانجيل: “تأتي ساعة يسمع فيه كل الذين في القبور صوته”
ومن ثم كان افشين الحلّ من راعي الابرشية المتروبوليت افرام: “… هو يسامحك لك ايها الابن الروحي كوستي …”
وبعد الافشين، نقل الاسقف غطاس بيان البطريركية للنعي ( انقر هنا لقراءته كاملا).
وختاماً كلمة قلبية للمطران جورج، مما جاء فيها:
“استيقظ أيها النائم وقم من بين الاموات فيضي لك المسيح”
ايها الاحبة
يذهب عنا كبيرٌ، كان كبيراً بيننا وكان كبيراً في قومه.
الامر اللافت في الرؤية عند كوستي انه لم يكن يعرف الا الله. علوم وفلسفة ومباهج فكرية اخرى ما كانت تحجب عنه انه من الله، ما علم الا الله! ولكن قصد وجوده وجهاده هو الرب يسوع، وخدمتكم بالرب…
كوستي لم يرى وجوهكم، رأى وجه المسيح في وجوهكم!
كان يقرأ وعرف الفلسفة والاداب، ولكن لما كنا نتذاكر في كل ذلك لم اكن اشعر الا انه يسعى الى المسيح، هذا كان معشوقه!
لذا اثر فينا كثيرا وفي الاجيال الصاعدة لانها عرفت ربها من خلاله. الربٌ ساكن في السماء بعد قيامته بات محجوبا عنا ولكنه بقي فينا. كوستي بندلي كان يترجم الله، تعرف الرب من كلماته وسلوكه.
كل من تفلسف كثيرا يعرف اشياء عن المسيح، ولكن لا يعرف بالحق الا من ذاقه بالحب، كوستي كان رجل حبّ، ولذا كان ينقلك الى الله، ليس فقط بما يقول ولكن بما كانه.
كوستي المتواضع ابن كنيسة الميناء كان اعظم من ذلك المفكر الذي كانه.
اراد نفسه بسيطاً محباً واحداً من هذا الشعب العادي، في هذا الميناء، ولكن الميناء رآه متصاعداً طوال حياته طائقاً الى السماء والعلى والحب.
لم يكن باستطاعتك ان تفهم هذا الرجل، الا اذا عرفته بسيطاً شفافاً خجولاً لانه كان يحترمك ولا يقتحم احداً.
لا يقتحم لان الحبّ لا يقتحم، يعطى ويسفك!
اذا فتشت عنه بعقلك وتحليلك ترى انه كان يعرف اشياء كثيرة ولكن ان رأيته بقلبك تفهم انه كان قلباً كبيراً.
ما سيبقى من كوستي، الكتب ستفنى، ما سيبقى المحبة فقط.
العلماء متواضعون، السفهاء مستكبرون!
عندما كنتُ القاه، ولقيتُه كثيراً، كان يبدو انه فهيم جدا ولما كنت اتعمّقه بتّ افهم انه طفل طيّب حلو جذّاب، يجلس مع العظماء في كنيسة الله يجالس الرسل والقديسين لانه عند الناس كان مفكرا، وعندي كان حبيبا ليسوع، هذا ما سيبقى منه، ونحن على خطاه
وهو زعيمنا في الحب وسيبقى!
شيئا كبيرا، كوستي بندلي ، وسنذكره كثيرا ان اردنا بذل نفوسنا، سنذكره متحابّين لنسير على خطاه.
يجب ان تقرأوا ما كتب كوستي لتفهموا شيئا من هذه الكنيسة.
لايجوز ان نبقى على العاطفة، هي حسنة لكن يجب ان نفهمه ونقرأه بعدما احتجب عنا،
ونحن اذا ودعناه اليوم سنعاهده اننا سنسير على خطاه …
كوستي جاء الى كنيسة قاحلة فيها طقوس فقط وجعل فيها فكر.
الحب وحده لا يكفي يجب ان تفهم من تحب،
هو قال لنا ان نحب الرب يسوع المسيح.
اقبلوا مني هذا، اننا طلبنا قداسته، لم يكن فكرا اكاديميا فقط، ولكن بات قلبا كبيرا انسانا متواضعا بسيطا كبيرا في آفاقه، عظيم التطلعات لانه اتى من يسوع المسيح.
اعرف من احبوه وكنا في هذا الميناء جماعة صغيرة حلوة سيبقى كوستي وسنتكلم عنه وننشر كلماته.
من القلائل بين من عرفته الذي كان يوحّد بين كلامه وسلوكه.
لم يكن في شخصيته انفصام، كان دماغه وسلوكه وقلبه واحد.
ليس لي ان اطوّب القديسين، ولكني افهم ان من عاش القداسة والفكر معا، كوستي كان يعقل بعقله ويحب بقلبه وهذان كانا يشكلان شخصيته الواحدة.
هناك كائن في المغترب، قال لي مرة، انا ان فكرت بكوستي بندلي اعود عن خطأي.
المتواضع لا يعرف شيئا عن ذاته.
كان يكفي ان تفكر بكوستي ساعة التحربة لكي لا تخطئ!
اذا ودعناه اليوم، نعاهده ان نقتدي به لان المحبة ليست بشيء، ان لم تقودك الى السلوك.
اذهب الى ربك الذي اعد لك مكانا جميلا!
ان مسيح الله ، روح افواهنا، كما قال ارميا، كان المسيح روح فم كوستي بندلي.
والسلام.
وهكذا وُدّع عظيم من هذه الكنيسة بنظرة اخيرة من الاحبة والمشاركين.
وكان توزيع نشرة من اعداد مركز طرابلس.