وجه متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس برسالة الميلاد الى اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة، وقال: “المسيح يولد طفلا صغيرا في مذود البهائم. هذا ما يذكرنا بقول الكتاب المقدس:
إن لم تعودوا وتصيروا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات. هذه وصية إلهية تتوجه إلينا اليوم بمناسبة العيد الميلادي. في عالمنا اليوم، الراكض وراء الحداثة، وراء الرفاهية، وراء التكنولوجيا، يذكرنا المولود الجديد طفلا بضرورة العودة إلى البساطة، لا بل إلى براءة الأطفال.. بساطة العيش، على الرغم من كل الإعلانات الجذابة. هذا يفيدنا للرجوع إلى الله، ويقربنا من بعضنا البعض. كم بالاحرى إذا اقترنت البساطة بالبراءة، عندها نبتعد عن الشرور والمكائد. فكم من مخططات شريرة تهيأ في الخفايا؟”.
وتساءل: “إلى جانب كل ذلك، ماذا يوحي إلينا العيد الحاضر؟ لا شك ان المسيح يولد في مناخ من الفقر والعوز، في مذود مخصص للحيوانات. أهذا عار؟ عار الصليب؟ أم هو فخر وزحمة ومحبة فائقة؟ هو تذكير بأنه لا بد لنا من أن نفكر بأخوتنا الفقراء. في إعانة المحتاج تلتقي الرحمة مع المحبة، يلتقي الكبير مع الصغير، الغني مع الفقير. أليس الفقر والعوز الشديد مدعاة لحمل السلاح والمطالبة بحق العيش والثورة على المجتمع؟ بمعنى أعمق، الإحسان المتوجب إلى الفقراء يتضمن افتقارا إلى الله المنعم على البشر بإحساناته الغزيرة مجانا وبلا تمييز. في الواقع، الإنسان الذي يتطلع إلى أخيه المحتاج فيأخذ من الآخر ويتعزى أكثر بكثير مما يفرح الآخر بالعطية المجانية. هذا كله لا يقتصر على المال، بل يتعداه إلى افتقاد المرضى والعجز، وتعهد كل مشكلة اجتماعية ونفسية، وكم هي كثيرة مصائب الناس اليوم”.
واكد “ان نداءنا اليوم بمناسبة ولادة هذا الطفل العجيب، ان يعود كل منا إلى البساطة والضعفاء والرحمة والمحبة. على غرار ما يقوله المثل الشعبي في النهاية لا يصح الا الصحيح، هكذا خلقنا الله عراة، فلماذا نتكبر؟ خلقنا إخوة في الإنسانية، فعلى ماذا نختلف؟ الشيطان وحده هو الذي يزرع الخلافات في ما بيننا، نحن أبناء الوطن الواحد. فلنوسع عقولنا وقلوبنا متمثلين بالله خالقنا الذي وسع كل إنسان ورحمه واحبه بغض النظر عن لونه ومذهبه ودينه وجنسه”.
وختم: “لا ننس أن الفرح الحقيقي هو في الرب، نمتلكه في الصلاة، لا في الطعام والشراب، ولا في اللهو والرقص، ولا في الخمر والميسر. ليعطنا الله استنارة العقلِ والقلب، لكي نعي هذه الحقيقة الأبدية، فنعيد عندئذ عيدا سلاميا مجيدا”.