دير البلمند: ساعة شمسية حفرها الرهبان

mjoa Monday December 23, 2013 77

كشف النقاب، في محيط دير سيدة البلمند البطريركي، عن آثار رومانية قديمة ورسوم وهياكل عظمية تعود إلى حقبة تمتد بين 1029 و1161 وتحديداً قبل تاريخ تأسيس الدير من قبل السستيرسيين في العام 1157. وظهرت هذه الاكتشافات مؤخرا خلال ورشة تنقيب اثرية، باشر فيها قسم الاثار في جامعة البلمند، منذ ثلاث سنوات تقريبا، في الدير ومحيطه بناء على نظرية تشير ان دير سيدة البلمند بني على انقاض دير روماني.

وكان فريق التنقيب يقوم بحفريات لاثبات النظرية او دحضها. الا انه تم اكتشاف آثار تؤكد صوابية النظرية من فخاريات وحجارة ورسومات وهياكل عظمية، حيث عملت رئيسة القسم الدكتورة ندين هارون على اظهار بعضها للعلن، لا سيما المدفن الى جانب مدخل كنيسة الدير وقد وضع فوقه لوح زجاجي وفي داخله بقايا سليمة لهيكل رجل عظمي وضع اسفله مددا على ظهره، رأسه لجهة الغرب، رجلاه ممددتان، يضع يده اليمنى على البطن واليسرى على الصدر. وأشار رئيس الدير الاسقف غطاس هزيم الى أنه “جرى استخراج سن من الهيكل العظمي، وتحليله في مختبر أبحاث لعلم الآثار في جامعة اكسفورد، وبينت النتائج ترجيح تاريخ الهيكل العظمي البشري إلى حقبة تمتد بين 1029 و1161، وأنه بتحديد أضيق لحقبة ما بين 1040 و1150″، ما يعني أن الهيكل العظمي الذي عثر عليه في الموقع وضع في تاريخ قبل العام 1157 تاريخ تاسيس الدير.

وفي حين “لم يتم التعرف على شخصية الهيكل العظمي”، وفق الاسقف هزيم، إلا انه بات مؤكداً أن النظرية صحيحة وأن الإنسان سكن الموقع في الفترة الرومانية وحتى العثمانية وعظامه ما زالت باقية. والحفريات كشفت عن عظام بشرية لأشخاص عديدة دفنوا في وقت واحد. وقد تبين أنها تعود إلى امرأة وثلاثة أفراد آخرين.

وأظهرت نتائج عمل فريق التنقيب عن وجود رسم منقوش على حجارة الدير يمثل ساعة شمسية حفرها الرهبان السستيرسيون على مستوى العين، وذلك خلال المرحلة الأولى من بناء الدير. وتتكون الساعة من دائرة يتوسطها ثقب تنبعث منه خمسة خطوط منقوشة ترمز إلى مواعيد الصلاة. وتوضع في الوسط عصا معدنية أفقية ليكون ظلها، مع وصول الشمس اليها، مؤشرا لتقدم ساعات النهار، من الشروق حتى الغروب. إذ كان يكفي، وفق هزيم، أن “ينظر الرهبان إلى هذه الساعة ليعرفوا مواعيد الصلاة”. إلا ان الساعة الشمسية هذه لم يتُستخدم إلا خلال المرحلة الاولى من بناء الكنيسة، أي حين لم يكن السرداب المحيط موجوداً. وبالتالي كانت لا تزال الساعة معرضة لاشعة الشمس.

وقد بدأت الاكتشافات الحديثة تستقطب المؤمنين والمهتمين بعلم الآثار إلى زيارة الدير، ولا سيما أنه كان وما زال محجة للصلاة والزيارات السياحية الدينية، لما يكتنزه من آثار قديمة ما زالت معالمها بارزة، ومنها الجرس الحجري الذي يعود إلى عهد الصليبيين، وبنيانه الاثري وايقوناته التاريخية.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share