التعزيات

mjoa Tuesday January 21, 2014 117

تتركنا آلامنا في التعزيات لأن التعزية وجه الله إلينا. هو إياه قائم في الفرح وفي الألم قبل ان يتجلى في اليوم الأخير. والألم الشخصي سر ترحب به ان استطعت تجاوزه بالإيمان. الإيمان لا يلغي العذاب، يدفعه إلى التجلي. إلى تجاوزه كما تجاوز الصليب بالقيامة ولا تلقيه.

 والتعزيات تقيم في وسط الألم ولا تأتيك بالنسيان فحسب ولكن بالتجاوز. في الفن القديم المسيح مصلوبًا حي، معطي فرح، قائم من بين الأموات. لا فاصل بين موت السيد وقيامته. هو قائم في موته. المسيح صار فيه موت عقبته قيامة. لا تستطيع ان تقول بموته ما لم تقل بقيامته. ولعل هذا معنى القول: “ما قتلوه وما صلبوه”.

لعل الذين رفضوا القول بموته أرادوا بذلك إجلاله وغاب عنهم ان الموت الذي تتوقه حبا بالناس حياة لك ولهم.

الألم الشخصي الذي لا رؤية فيه مؤلم لانه منغلق. أما اذا تجاوزته بالرجاء فإنه طريقك إلى قيامات. نحن لسنا ديانة الألم كما يقال كثيرًا. نعرف “انه بالألم قد أتى الفرح إلى كل العالم”، نصر المسيح ابتدأ على الصليب ولم يبدأ بقيامته. نحن لا نستلذ الألم. ليس هو بحد نفسه مصدر فرح. الألم مع اليأس والحزن مميت. الألم مع الرجاء يصبح وعد قيامة في هذا العمر. ليس الألم وحده شيئًا. الألم الذي فيه لقاء المسيح بداية فرح وتعزيات.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share