عظة البطريرك يوحنا العاشر في البلمند‏

mjoa Tuesday January 21, 2014 93

ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس الاحد الالهي في كنيسة رقاد والدة الاله في البلمند بمعاونة رئيس الدير الاسقف غطاس هزيم واسقف صافيتا ديمتري شربك ولفيف من الكهنة والشمامسة في حضور رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم والاسرة البلمندية وشخصيات وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظة سلط فيها الضوء على مضمون الانجيل الذي تلي من حيث علاقة المؤمن مع ربه. وقال” ان العشرة المصابون بمرض البرص عندما اتوا الى الرب يسوع طالبين رحمته قام بشفائهم، ولم يعد منهم اليه الا واحد وهو سامري، عاد ليمجد الله بصوت عظيم شاكرا اياه وقد خرّ عند قدميه مسبحا.”


وشدد على ان” علاقة الانسان بالرب تاخذ اوجه متعددة، وجه منها هو وجه الخلق، اي التعاطي مع الرب وكأن به يعلمنا، يقاصصنا، يحاسبنا ولهذا نحن نتمم ما يطلبه منا لاننا نخاف ان يعاقبنا. وفي الحالة الثانية نتعاطى معه من حيث ندري او لا ندري كأنه هو من يلبي حاجاتنا، وكانه خادم لاحتياجاتنا، فنبني علاقتنا معه بالصلاة والطلبات ليعطينا الخيرات ويحل مشاكلنا.”
واشار الى اننا كبشر في اوقات صعبة نضعف و” عندما نطلب من الرب اشياء ولا يحققها لنا نتذمر ونتساءل لماذا نصلي ونضيئ الشموع ونبتهل له؟ واكثر من ذلك نشكك بوجوده، هل هو موجود ولماذا موجود؟ كل ذلك لاننا طلباتنا لم تستجاب.”

IMG 7471وركز على ان” التسبيح لله وشكره وجه مهم جدا في حياة الانسان، وفي علاقته  مع الرب، وهذا ما نراه بامثلة كثيرة تعد ولا تحصى في الصلوات والتراتيل والمزامير. والقداس الالهي الذي نقيمه سوية يسمى سر الشكر، والكلام الجوهري هو صلاة شكر، والشكر الذي نراه ونسمعه بحياة يسوع، والكتاب المقدس يعبر عن حالة انسحاق القلب في علاقة الانسان مع ربه.”
وراى ان الشكل الثالث لعلاقة الانسان مع ربه تتمحو حول الشكر ليس عندما نتلقى العطية منه وحسب انما شكره في كل حين وفي كل آن، في الراحة كما في الضيق، في الفرح كما في الحزن والالم. اذ اننا نعيش مع المسيح دوما ومن دونه نموت”.

وتناول من اقوال الاباء القديسين تشبيها لحياة الانسان الروحية التي تمر بثلاث مراحل” المرحلة الاولى وهي شبيهة بعلاقة العبد مع سيده، اذ ان العبد يتمم ما يطلبه منه سيده خوفا منه. والمرحلة الثانية شبيهة بعلاقة الاجير مع رب عمله، بحيث يقوم الاجير بعمله طمعا بالاجر والمكافأة،  اما المرحلة الثالثة فهي علاقة الابن بابيه، بحيث ينفذ الابن وصية والده حبا به، فهو وارث في هذا البيت، لا خوفا او طمعا.”

وختم بالقول” كلنا مدعوون ان تنسحق نفوسنا برحمة الرب، فتنفتح قلوبنا برحمته، فيسكن فينا، يحولنا ويبدلنا وينشلنا من مرحلة الى مرحلة، فنتجدد على صورة الخالق. وعندها نبتهل صارخين  كما صرخ يوحنا الذهبي الفم معلم المسكونة وهو على فراش الموت في المنفى والعذاب المجد لله على كل شيئ.”

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share