الزيارة السلامية الثانية للبطريرك يوحنا العاشر للكنائس الأرثوذكسية – “زيارة بطريركية موسكو وسائر روسيا”
ملخص عن بعض وقائع اليوم الثاني
اليوم الثاني من الزيارة البطريركية الإنطاكية لبطريركية موسكو كان ليتورجيا بامتياز وحاملا بهاءً ليتورجيًا وروحيًا فيه تناغم إيماني و شركة روحية بين أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة جعلت الجميع يشعرون بالفعل أنهم على تنوعهم في وحدة جوهرية، أعضاء لجسد واحد.
ففي القدّاس الإلهي الذي أقيم في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو برئاسة البطريرك كيريل والبطريرك يوحنا ومُشاركة وفدي الكنيسة الروسية والكنيسة الأنطاكية، تلاقت الروحانية الليتورجية الروسية وترانيمها التي تنبع من مُعاناة وصبر وقداسة هذا الشعب مع رُسُل أنطاكية الحاملين معهم إلى موسكو تراث ورجاء الكنيسة الرسولية الأرثوذكسية المشرقية حيث ُدعي التلاميذ مسيحيون أولاً وهم لا يزالوا إلى اليوم، بالرغم من الشدّات والمصاعب الجمة والتحدّيات الحياتية والوجودية، شهودًا للرب يُحركهم الرجا ءن رجاء المسيحية السمحة والمنفتحة على الآخر.
فبعد أن وصل البطريركان في آن واحد إلى الكاتدرائية صباحا تم استقبالهما من قبل مطارنة وكهنة وشمامسة الكرسي البطريركي الروسي وتم إلباسهما حللهم الليتورجية في وسط الكنيسة حسب التقليد الروسي قبل أن يترأسا خدمة القدّاس الإلهي بمشاركة عدد كبير جدًا من مطارنة وأساقفة وكهنة وشمامسة الكنيسة الروسية فاق عددهم المئة.
وغصت الكاتدرائية بحشد كبير جدا من المؤمنين الذين توافدوا بالرغم من قساوة الطقس المُصقع جدا في موسكو اليوم، لمشاركة وفد الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية وبطريركها القدّاس الإلهيّ والتأكيد على الشركة الروحية ووحدة الحال الإيمانية بين أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة وللتضامن مع أبناء الكنيسة الأنطاكية في الظروف الصعبة التي تمر بها هذه الكنيسة في الشرق وبالأخص في سوريا.
وشارك في القداس الإلهي أيضا مُمثل شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موفد خصيصا للمناسبة.
في نهاية القداس الإلهي تبادل البطريركان الكلمات و الهدايا. فلقد قدم البطريرك كيريل للبطريرك يوحنا أيقونة القديسان كيريلوس و ميتوديوس الذين بشرا الكنيسة الروسية ومن جهته قدم البطريرك يوحنا للبطريرك كيريل أيقونة القديسين بطرس وبولس، وهي الأيقونة التي تعرف بتوافق الرسل وهي رمز وشعار بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس و سائر المشرق.
تكلم غبطة البطريرك يوحنا في كلمته بإسهاب عن عمق العلاقة التي تربط الكنيستين الروسية والأنطاكية مُعتبرا أن “بين أنطاكية وموسكو أُخوّة الإيمان التي لا تُنيخها الأيام ولا تكسرها وِهاد التاريخ. … و أن هذه الأُخوة هي كخمرِ قانا الجليل الذي لا يزيده العتق إلا حلاوةً.” كما نوه غبطته بالدور الروسي التضامني مع الكنيسة الأنطاكية.
وقال: “أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين ولكم يا صاحب القداسة وإلى كلّ روسيا، حكومةً وكنيسةً وشعباً، على كل ما قدمتم وتقدمونه لخير كنيستنا وشعوبنا ولإرساء السلام في بلادنا وبلسمة جراح إنسان مشرقنا المعذب”.
وأكد غبطته أن مسيحي المشرق هم من دعاة المواطنة و الشراكة الوطنية والاعتدال والعيش المشترك وهم بعيدين كلّ البعد عن منطق الفكر التكفيري الذي لا يقبل الآخر أو التنوع.
“نحن مسيحيي تلك الديار شركاء المواطنة مع كلّ أطياف أرض المشرق. مسيحيتنا الحقة شريكة الإسلام السمح وطناً وعيشاً مشتركاً، لكننا لم نكن أبداً في شراكةٍ مع أي فكر تكفيريٍ. نحن نرى في الآخر غنىً والتماعاً لوجه الحي الباقي”.
وبعد أن أكد أننا كمسيحيين”باقون في أرضنا ومتجذرون فيها” شدد أن “المسيحية والإسلام الذي نعرف لا يعرفان منطق الأقلية والأكثرية بل منطق التكامل والتشارك ومنطق الوطن والعيش الواحد ضماناً لخير كلٍّ منهما”.
بعد القداس الإلهي استضافت الكنيسة الروسية و بطريركها الروسية الوفد الأنطاكي على الغداء في قاعة الاستقبال الكبرى لكاتدرائية المسيح المخلص بمشاركة شخصيات برلمانية روسية وممثل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيد كليبانوف الذي نقل تحيات وأماني الرئيس الروسي للبطريك كيريل وضيفه البطريرك يوحنا.
وخلال حفل الغداء تم التوقيع على نداء مُشترك بالإنكليزية يوجهه البطريركان إلى المُتحاورين في جنيف 2 من أجل بذل كل ما يمكن من جهود لوقف العنف والوصول إلى السلام في الربوع السورية.
أنقر هنا لقراءة كلمة صاحب الغبطة يوحنا العاشر في القدّاس الإلهي.