في كنيسة القديس انطونيوس في فرن الشباك
ماذا نقصد بكلمة “قديس” عندما نستعملها في الكنيسة؟ لا نقصد أن من يُسمّى كذلك هو منزّه عن الخطيئة، بما في ذلك مار أنطونيوس. نقصد أن القديسين أرادوا ان يتنزّهوا عن الخطيئة. من منّا مصمم تماما أن يتحرر من خطاياه؟ من يكذب ويفرح بكذبه ويستفيد من كذبه ماديا ومجدا، هل هذا يريد أن يتحرر من خطاياه؟ من يفرح بملذّاته الجسدية، هل يريد ان يتحرر من خطاياه؟
القديس ليس من تحرر. القديس هو من قرر أن يتحرّر، من تعِب من خطاياه، من اشتاق ان يكون مع المسيح في كل شيء، من كرِه خطاياه. من منا يكره خطاياه بالعمق الكبير؟ من ينزعج من خطاياه؟ نحن نسعى الى الطهارة. لكن قليلون هم الذين يريدونها في الحقيقة بالصدق. هؤلاء جاهدوا لكي لا يتدنسوا لعلمهم أن الخطيئة تُبعدهم عن محبة يسوع. أهميتهم انهم كانوا عشاقا للمسيح، وكانوا يعرفون أن الخطيئة تفصلهم عنه. القضية قضية عشق. هل انت تريد ان تكون ملتصقا بالمسيح في الحقيقة، أَم انك تريد يسوع وغيره؟
أهمية أنطونيوس انه عرف ان كل ما يقتنيه ليس بشيء، وان الدنيا وما فيها وملذاتها ليست بشيء. اعتبر انه إذا انصرف الى يسوع بالصلاة الدائمة وفي التحرر من شهواته يمكن أن يقبله المسيحُ. لذلك جاهد وفتح هذه الطريق لآلاف مؤلفة من الناس الذين قالوا في أنفسهم في أعماقهم نحن نريد يسوع ولا نريد غيره، ولا نريد ان نضيف اليه شيئا آخر اذ لا يُضاف اليه شيء. القداسة هي التوحّد مع المسيح. القداسة هي الارادةُ، إرادةُ أن نكون مع المسيح، ألاّ نُشرِك به شيئا، أن نعتبره الوحيد والأوحد.
نحن لا نهتم بالقديسين باعتبار أنهم ملائكة. نحن تُلهمنا ارادتهم. تجذبنا ارادتهم. انهم ارادوا المسيح فوق كل شيء او ارادوا المسيح وحده في حياتهم. القديسون ارادوا بعقلهم وبقلبهم ان يكونوا مع يسوع في كل شيء. القديسون قالوا بأننا لسنا بشيء. ليس عندنا شيء، ولا نريد شيئا. نريد ان نحب يسوع فقط. هم ناسُ حبٍ واحد. القديس عرف ان المسيح هو حبيبه الوحيد في هذه الدنيا. كل واحد يختار الطريق الذي يلهمه الرب. هم أحبوا الله فقط. لم يُشركوا احدا مع الله. لا يضعون احدا في منزلة الله. القديسون هم قوم قالوا نحن نريد الرب يسوع وحده. أَحبوا يسوع فوق كل شيء.
نحن لا نفضّل منهجا على منهج. البعض اختاروا الحياة البتولية، والبعض اختاروا الحياة الزوجية. لكن نقول ان القداسة في ان تحب يسوع. أحبب يسوع وحده. لا تُشرك معه احدا.
يهمنا أنطونيوس لأنه كان عاشقا للمسيح. وكل القديسين لا يهمّوننا إلا لأنهم كانوا عشاقا ليسوع. نحن نطلب يسوع ولا نطلب القديسين. القديس على الطريق. لذلك يذهب بنا أنطونيوس اليوم الى السيد وليس اليه. لا يريدنا أن نعبده. يذهب بنا الى المسيح الرب. لا تنسوا أنكم اذاجئتم الى هذا العيد والى كل عيد انتم عشاق للمسيح يسوع.