الوحدة المسيحيّة

mjoa Monday February 3, 2014 78

انتهى في 25 كانون الثاني أسبوع الوحدة، بعد أن تَمّ لقاءٌ مبارَكٌ في شكّا في كنيسة الروم الكاثوليك. لقاءٌ أَخَوِيٌّ شعبيٌّ أَذكى روحَ التضامن والتعاون بين المؤمنين بالمسيح الواحد. صليبنا نحن المسيحيّين في لبنان أنّنا نريد الوحدة، لكنّنا في الواقع مُتَقَوقِعُون كلٌّ ضمن طائفتِه، ونتطاحن فيما بيننا لتقاسم الوظائف والمكتسبات. الوحدة الكاملة ممكنةٌ في المسيح فقط. كلّما اقترب الواحد مِنّا من الربّ يسوع، اقترب من أخيه المسيحيّ وغير المسيحيّ. هناك سَعْيٌ حثيثٌ لا بدّ منه لكي “نصير جسداً واحداً، لأنّنا نشترك كلّنا في هذا الخبز الواحد” (1 كورنثوس 10: 16 و17). الربّ صانع هذه الوحدة. في زمن الوحدة المرتجاة لا بدّ مِن أن تبقى خصوصيّات الكنائس وتمايزها في العبادات والطقوس.
 

 
ترى ما الذي يفرّقنا وما الذي يجمعنا؟ في الواقع نحن اليوم طوائف وإثنيّات مختلفة. هناك قضيّة الكاثوليك الشرقيّين uniates. هناك أيضًا مسألة عصمة البابا، ومسألة رئاسة أسقف روما على العالم أجمع، هاتانِ المسألتان لم يُوافقْ عليهما الأرثوذكسيّون، والشرقيّون عامّةً، ولا يُمكِنُ أن يُوافِقُوا. المسيح وحده هو رأس الكنيسة في مفهوم سلطة بطرس الأوّل بين الرُّسُلِ المتساوين.
 

* * *
 

المسيحيّةُ اليومَ في تَراجُعٍ، في العالم كلّه، وبخاصّةٍ في الغرب الحضاريّ المزيّف. هذا حاصلٌ عامّةً بسبب النزعة الماديّة والفرديّة individualisme، فيما أنّ الكنيسة المسيحيّة تعتمد على حياة الشركة على صورة عقيدة الثالوث الأقدس. كذلك يأتي التراجع بداعي الرفاهية المستشرية في كلّ مكان. هذا الذي يقود إلى الفساد وإلى الإنحراف الخلقيّ. الحاجة تبقى في العودة إلى التقشّف الحياتيّ، إلى البساطة الإنجيليّة، ممّا يساهم في توحيد الشخصيّة الإنسانيّة، في تجنّب الانفصام الشخصيّ. إيماننا يجب أن يكون حياتنا. وأيضًا في اقتراب الإنسان من أخيه الإنسان، ممّا يعزّز الوحدة لا المسيحيّة فقط، بل الوحدة أيضًا مع البشر كلّهم، أعني الوحدة مع الله خالق الجميع.
 
نحن نحيا على الرجاء. التعزيات تأتي في وسط الآلام، وسط الانقسامات. لا تأتيك بإلغائها ولا بنسيانها بل بتجاوزها عن طريق الإيمان، المحبّة، التسامح والتواضع.
 
السرّ دائمًا في كلّ شيء، في موت المسيح وقيامته. نتجاوز الألم بالرجاء، لكي يمنّ علينا الربّ بالاتّحاد معه أوّلاً، وبالوحدة مع إخوتنا المسيحيّين أيضًا لنشهد معًا لنور محبّته أمام العالم كلّه.
 

                                             + أفرام
                            مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share