أحد الابن الشاطر: الندامة والتوبة

mjoa Wednesday February 12, 2014 247

يتحدث مثل الابن الشاطر حول موضوع الندامة والتوبة. لكن الرسالة (1كور 12:6-20 ) تأتي بجملة معترضة تفتح موضوعاً خاصاً: النسك الجسدي. تسمعنا الكنيسة منذ الآن تنبيهاً من بولس الرسول متعلقاً بهذا النسك. قال الرسول إن جميع الأشياء المباحة ليست مفيدة. فعلينا أن لاندع شيئاً ما يتسلط علينا. الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة. ولكن لا الجوف ولا الأطعمة بذي أهمية للحياة الروحية, لأن الله سيبيد الأطعمة والجوف. وتحدث الرسول عن النجاسة, فليس جسدنا للفسق. جسدنا للرب والرب لجسدنا.

يتميز بولس الرسول بان حكمه في كل شيء بلغة المسيح, فهو يدين النجاسة على الصعيد الأخلاقي, ولكنه يرى الأشياء من زاوية أخرى “أما تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح أفآخذ أعضاء المسيح أجعلها أعضاء زانية؟ حاشا”. ولسنا فقط أعضاء المسيح, بل هيكل الروح القدس (نحن هيكل الروح القدس. الروح القدس فينا ونحن في المسيح. ولأن الروح القدس يسكن فينا, فهذا الروح يدمجنا بشخص المسيح) فالرب يتطلب منا بصورة إلزامية الطهارة في الزواج والعزوبة, بحسب وضع كل واحد طهارة القلب والفكر والجسد. 

  إن مثل الابن الشاطر هو أحد أكثر الأمثلة تأثيراً. على ماذا يريد السيد التركيز على هذا المثل؟ أعلى تغيير روح الشاب الذي ترك أباه, وبدد ماله في حياة الخلاعة, وعانى الجوع, واشتهى الخرنوب الذي تأكله الخنازير, وقرر أن يسافر ويرجع إلى أبيه؟أجل… فقرار الابن الشاطر, فعل الإرادة (لا يمكن المضي إلى الأب إن لم يقم المرء أولاً ويسافر). ومع هذا ليس الشاب النادم الوجه الأكثر جاذبية في المثل    فليست ندامته نتيجة تحول الضمير تحولاً منزهاً تماماً عن الغرض. ليست هذه الندامة غريبة عن كل حساب شخصي: رغب الابن الشاطر في الإفلات من البؤس, فاختار المخرج الوحيد المفتوح أمامه.

فالشخص المركزي في المثل هو شخص الآب. نحن أما حنان منزه عن الغرض إطلاقاً ومجاني, حنان ينتظر ويسهر ويرتقب رجوع الابن المبذّر, وإذ يراه على بعد, لا يطيق بعد احتمالاً, فيسرع إلى ابنه ويلقي بنفسه على عنقه ويقبله طويلاً. وها هو الأب, بدون توجيه أي لوم إلى المبذّر, يأمر بأن يجعل في إصبعه خاتم (علامة الوارث) وفي رجليه نعلان, وبأن يذبح العجل المسمن: نلاحظ بأن الأمر لا يتعلق بأفخر حلة يمكن أن يحويها البيت. فالله لا يكتفي فقط بجعل الخاطئ النادم يتنعم بالنعمة التي كان يمتلكها قبل الخطيئة, بل ينعم عليه بأكبر نعمة يستطيع نيلها, بحد أقصة من النعمة.

إن قصة الابن الشاطر هي قصتنا الخاصة. فالسفر الاختياري والحياة الخاطئة والبؤس والندامة والرجوع والغفران: كل هذا قد عشناه وكم من مرة  الشخص الثالث هو الابن الأكبر, فقد ظهر حسوداً, فغضب من الغفران الممنوح بسخاء. وأبى رغم توسلات والده ان يشترك بالاحتفالات, وهذا عكس ما يجري في الرجوع الحقيقي للخاطئ    الرب يسوع يحث كل ابن شاطر على الرجوع ويأخذ الخاطئ من يده ويقوده إلى الآب بمودة مضطرمة.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share