فتات من السماء

mjoa Saturday February 15, 2014 130

ليس بين يدي الا فتات من خبز السماء لأشبع منه ولا أموت. كل مأكل غير هذا الذي يعطيه ابن الإنسان صاحبه إلى الموت. كيف نحيا بك يا رب، كيف ننوجد؟ اذا أنت أوجدتنا نبدأ وتبدأ فينا الرؤية، رؤية وجهك فالوجوه. أنا رأيت، لذلك تكلمت. كل كلام بلا رؤية لغو. لذلك نحن الرائين نرتل.

 ماذا يأكل من لا يأكل من خبز السماء؟ هل يؤكل غير الله؟ اذا أكلت من ثمار الأرض تصبح جسدك. أمّا ابن الله فقال: “من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية” لأن مأكله كان قبل البدء ويبقى بعد الأزل. نحن جياع اذا لم تنزل كل السماء فينا. ما جاء اليك من الأرض يبقى في الأرض. ما نزل عليك من السماء يرفعك إلى السماء. من ارتفع إليها يلازمها إلى الأبد. مع ذلك نتردد بين ما لها وما كان دونها وكأننا لا نزال من الأرض ونتذوقها دون السماء. متى يهبنا الله ان نصرخ إليه؟ هو ينتظر صراخاً نحيا نحن به. يقبل الله الأنين لأنه أثر حبه فينا. يتوجع لصراخ الألم فينا. مع ذلك يستلذ كل صوت منا. “يا رب إليك صرخت فاستمع لي”. يقبل الصراخ كما يقبل الهتاف في حنين. المهم اتجاه القلب إليه.

أنت، مؤمناً، تصرخ لأنك تعلم انه يصغي إلى الصراخ ويتقبل وجع قلبك. لعلك تصرخ اذا اشتد عليك شعورك بأنك الحبيب. هو لا يؤاخذك على الوجع. توجع ابنه فاستجاب له في ضيقه. هو يحالفك أولاً في الضيق. اذ ذاك فقط تنفرج وتفتح لك الأبواب وتدخل مدللاً.

الرب ينتظر عودتك منذ حصل سقوطك ويطرب في انتظار العودة اذ رأى انه يستلذ معايشتك عنده. هو يدعوك إلى مائدة أعدها لك منذ الأزل. “انزل علينا مائدة من السماء تكون عيدا لأولنا ولآخرنا”.

طاعة لكلماته اذاً لن اكتفي بالفتات. عندما قال: “من يأكل جسدي ويشرب دمي” استخدم تعبيراً شرقياً ليقول من يأخذني كلي إليه كلاً، هذا يثبت فيّ وأنا فيه. وحدة بلا انفصام مع بقاء التقابل بين لاهوت الرب وناسوتنا. الوحدة دائماً في التقابل أي في بقاء الحبيبين.

لا تحيي الا السماء. ليس في الأرض ما يحيي. سنجوع إلى الله كله لا إلى فتات. ما كان دون الرب نفسه ليس الطعام الكامل. الرب هو خبز السماء. أنت قليل الإيمان اذا طلبت ما كان دون الله وتكون، اذ ذاك، جائعاً إلى الأبد.

نحن دائماً في صحراء ما لم يهبط علينا المنُّ السماوي. نحن أبداً جياع ان لم نذق الرب نفسه والرب يسوع سمى نفسه خبز السماء فلا تشبع اذاً ان لم تأكل جسده وتشرب دمه أي ان لم تأخذه كلياً إليك.

هو وحده طعامك الكامل. قبل ذلك أنت ضحية جوعك. وما من طعام آخر يشبعك أو شراب آخر يرويك. لازمه تحيَ لأنه هو الحياة. ليس لك طعام يضاف إليه الآن وفي حياة الأبد. اغتذِ من مسيحك ليعلم الناس انه غذاؤهم. ذكرهم لئلا ينسوا فيقتاتوا من طعام زائل.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share