بدعوة من حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة – مركز عكّار، وفي إطار محاضرات الصّوم، ألقى سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام حديثا روحيا بعنوان “القداسة”، في كنيسة حكر الشّيخ طابا، في الأحد الثّاني من الصّوم الكبير المقدّس.
بعد الصلاة، وترحيب من قدس الأب نايف اسطفان، استهلّ صاحب السّيادة حديثه برفض مقولة، “القداسة بين الحقيقة والخرافة” لأنّها تحمل اتّهاما وتشكيكا، والرّبّ يسوع يقول: ما ليس مستطاع عند النّاس مستطاع عند الله. فتدوين القداسة هو ما اختبره الآباء القديسون ولا يمتّ إلى الخرافة بصلة. الكنيسة حاولت دائما أن تنفع المؤمنين، أن تشدّهم إلى الهدف الأصليّ، الّذي هو غاية علاقتنا بالله، وهو القداسة. وتابع سيادته قائلا:
الوحي دوّنه أناس مسوقون بالروح القدس، ويخبرنا الكتاب عن الإنسان الأوّل، وأتمنى أن يقول كلّ رجال الأرض كما قال آدم حين نظر إلى زوجته: “هذه لحم من لحمي وعظم من عظامي” لا كما نظر إليها بعد السّقوط. فهي المعين له المخلوق على شبهه، لكي يسود الجنس البشريّ على الخليقة ويحسّنها، وبالتّالي هذه هي حال القداسة الّتي سيعيشها النّاس إذا ثبتوا في علاقتهم مع الله، وعلاقتهم الطّيّبة مع بعضهم البعض، وفي ألفتهم مع عناصر الخليقة. والقداسة هي العودة من حالتنا الحاليّة إلى حالتنا الأولى.
هناك خلافات لاهوتيّة حول مدى تشوّه صورة الإنسان. وفي حين يعتبر البعض أنّ الإنسان قادر أن يأتي بالخير من تلقاء ذاته، نحن في الكنيسة الأرثوذكسيّة نقول بدون معونة الله لا يمكن للإنسان أن يفعل الخير، هناك تعاون بين الإنسان والنعمة الإلهيّة ليحقّق المقاصد اللاهوتيّة. وبعد أن ولدنا في المعموديّة وحصلنا على المواهب الّتي خسرناها نستطيع أن نقتني القداسة ونرنو إلى ملكوت السّموات.
وبعد أن عرض سيادته لجهاد القديسين ولمسار العائلات المقدسة، حيث أن القداسة هي ثمرة تعب وجهد ولا تأتي هكذا. وتطرّق إلى موضوع العجائب متحدّثا عن أهمّيتها وقال: العجائب عندنا ليست هي العلامة القاطعة للقداسة، والإنجيل يقول لنا أن اناس سيقولون لقد بشّرنا باسمك وصنعن العجائب، ويكون الجواب المناسب لهم إذهبوا عنّي لا أعرفكم.
وانتقل سيادته إلى الحديث عن الزيادات الّتي قد تلحق بعض المدوّنات، وخاصّة تلك الّتي كتبها النّاس بعض الأحيان من خلال انتمائهم لهذا أو ذاك من القدّيسين، وقال: العقليّة البشريّة في بعض الأحيان تعطي بعض الصّور المضخّمة، وبعض الإضافات الّتي تنتقل من جيل إلى جيل مثل كرة الثّلج، ولكن ذلك لا يعني بأيّ شكل من الأشكال أنّنا أمام أخبار مؤلّفة، بل نحن أمام أخبار حقيقيّة دون أن ننفي أن المسار التّاريخي قد يعطيها بعض الإضافات.
وبعد أن أجاب سيادته على أسئلة الحضور، تمّ التّذكير بالمحاضرتين التّاليتين: الأخ عبدو هيدموس سيتحدّث في موضوع: “كيف نحمي أولادنا من الانحراف والانتحار؟” الأحد الرابع من الصّوم الواقع فيه 30-3-2014، وسيادة المتروبوليت باسيليوس راعي الأبرشيّة سيقدّم “قراءة في رسالة القدّيس باسيليوس للشّباب” الأحد الخامس من الصّوم الواقع فيه 6-4-2014 في كنيسة القدّيس جاورجيوس في الجديدة. وختم اللّقاء بالصّلاة وكانت مائدة محبّة أعدّتها رعيّة الحكر للحضور.