كان اليوم يوم أحد وقد أرسل الليل طلائعه. وكان الثلج قد نزل طول اليوم بشدة. فربط “جراي ويلكوكس” جواديه بمحراث الثلج الجديد، وشق طريقه إلى الأمام. وإذ كان على وشك الرجوع إلى الحوش بعد أن مهد الطريق أمام بيته، خطر له أن ينظف الطريق إلى مكان الاجتماع، لا لأنه كان ينتظر أن أحدًا سيذهب إلى الاجتماع، بل لأنه قال: ربما يوجد واحد يرغب في الذهاب، فلماذا لا يعدّ له الطريق؟ وبعد أن وصل إلى باب المكان قال في نفسه: يجب أن أنظف الطريق إلى بيت الراعي إذ هو مضطر إلى الخروج على كل حال. وعند باب الراعي ذكر الأرملة “ستيفنس” التي لم تقصر مطلقًا عن الاجتماعات. وإذ لم يكن هناك فرق بين رجوعه من طريقه أو رجوعه من الجانب الآخر من الشارع، عبر الشارع ونظف الطريق هناك. وإذ ذاك ذكر الشماس “جراهام” في ملتقى الشارعين ومعلم مدرسة الأحد في نهاية الشارع فنظف الطريق إليهما وعاد إلى بيته!
وبعد العشاء أعلن “جراي” أنه ذاهب إلى الكنيسة ليرى ما إذا كان أحد قد ذهب أم لا، وما إذا كان الطريق سهلاً! وقالت أمه: وأنا أذهب. وقرر أبوه أن يذهب معهما. والراعي إذ نظر من نافذته تشجع. ولما دق جرس الكنيسة أطل كثير من العائلات ودهشوا إذ رأوا طريقًا معدًا إلى الكنيسة. ولما كان الثلج قد حبسهم اليوم كله في البيت رأوا من المفيد أن يتحركوا قليلاً فيذهبون إلى الكنيسة!!!
وحدث أن رأى الراعي تلك الليلة أكبر عدد من الحاضرين من وقت ابتداء فصل البرد. وكانت الآية: “أعدوا طريق الرب”! وكان الدرس المستفاد من الآية أن العالم يحتاج ليس فقط إلى من يعملون الأعمال العظيمة بل بالأكثر إلى من يعدون الطريق لمن يعملون هذه الأعمال!
وقد قال الراعي: ولأضرب لكم مثلاً قريبًا. كم منكم كانوا سيحضرون هذه الليلة لو لم ينظف واحد الطريق؟ وإذا كانت عظة هذا المساء تأتي بشيء من الخير فإن جانبًا من الفرح بهذا الخير يعود إلى ذاك الذي أعد الطريق لمن حضروا!!