أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي من اجل راحة نفس المثلث الرحمات المتروبوليت فيلبس (صليبا) في كنيسة القديس نيقولاوس في شرين يوم الأحد الثالث من الصوم في ٢٣ آذار الماضي بحضور المطرانين الياس (كفوري) وأثناسيوس (صليبا) والعائلة وأهالي شرين والجوار. ألقى سيادته عظة تأبينية قال فيها: فيما نقيم الذكرى لرئيس الكهنة هذا الكبير فيلبس ابن هذه القرية من أمه، وابن كنيسة أنطاكية من الروح القدس، نشكر لله كل ما وهبه إياه في حقيقة خُلقه، وفي حقيقة كهنوته فإنه أعطانا وأعطى المهجر الكثير.
نحن أعطينا ابناءنا هناك، كما أعطيناهم هنا المسيحَ نفسه. هذا الاخُ الطيّب الكريم كان يعرف هذا، وتعلّم هذا كله من الإنجيل. الأسقف لا يحق له إلا ان يعطي الإنجيل. ليس عنده ثروة من ذاته. هو ابن رجل وامرأة، من هذه الدنيا، في المولد؛ لكنه عظيمٌ في ملكوت الله، إذا أحسنَ الخدمة، وفيليبس أحسنَ الخدمة.
نحن في المهاجر الاميركية، نحن أبناءَ أنطاكية كنا السبّاقين في الشعوب الارثوذكسية في حِفظ الانجيل عند أبنائنا، عند كل أبناء الكنيسة الارثوذكسية من عربٍ وغير عرب. ظننّا أننا ذهبنا إلى هناك للتجارة، وإذ بنا نرى أنفسنا خدامًا للإنجيل.
هذا الأخ الكريم الراحل عرفتُه كثيرا، وفهمتُ أنه كان يحب ربنَا يسوع المسيح. كان يحب اشياءَ كثيرة من هذا البلد. لكنه أدرك أن الأعظم أن يحبَّ يسوع. وبقي على هذا. ومات على هذا.
أيها الاخوة، نحن ابناءَ أنطاكية نذكر ما جاء في الكتاب العزيز ان التلاميذ دُعوا مسيحيين في أنطاكية أولا. وعبرت علينا حوالى ألفي سنة. وصرنا قومًا قليلا. ولكننا فهمنا أن انطاكية هي التي أعطتِ المسيحَ للعالم خارج فلسطين. هي التي أعطتِ اعظمَ القديسين واكبرَ المفكرين في كنيسة يسوع هنا. المسيحية في الألف الاول كانت هنا. ونحن بقينا لها. بقينا موالين ليسوع على رغم تطورات الأزمنة. لم تُغيّرنا الأزمنة لأننا أخلَصنا ليسوع الأبدي. نحن في الأبد. لسنا من هذا الزمان. لذلك سنبقى أيًا كان عددنا. العدد من البشر. نحن ما أتينا من البشر. نحن نزلنا من فوق. نحن جئنا من السماء. وأنزَلَنا الله على هذه الارض. جئنا من نساء. لكن الخالق الحقيقي لنا هو الرب يسوع.
فيلبس (صليبا) ابن هذه القرية أدرك منذ نُعومة أظفاره، منذ أن تربى على الإكليريكية في هذه الكنيسة، أدرك أنه حاملٌ رسالةً عظيمة، وحققها، وأبرزَها. وأخذنا عنه الشيء الكثير. فتحَ أميركا الشمالية. نحن كنا قبضةً قليلة من البشر هناك. لكننا كنا الفاتحين في الأقوام الارثوذكسية، وبقينا هناك، وسنبقى. العدد ليس بشيء. سيُبقينا الله على حُبّه وعلى معرفته. سنحمل الإنجيلَ للعالم العربي. ليس لنا قيمة إلا بكوننا حمَلة الانجيل. اللحم والدم ليسا بشيء. يزولان. أمّا الانجيل فلا يزول.
يا إخوة، سوف نحمل الرسالةَ كما سُلّمت الينا. وسنذكر فيلبس (صليبا) كثيرا، لانه اقتحم اميركا هو ومن سبقه. ويقتحمها أبناؤنا الآن في الحُب، في الفهم، في العطاء…