نظمت اسرة العاملين والعاملات في حركة الشبيبة الارثوذكسية – مركز طرابلس لقاء مع راعي ابرشية بصرى وحوران وجبل العرب المتروبوليت سابا اسبر في قاعة كنيسة القديس سمعان العمودي في فيع – الكورة في حضور كاهن رعيّة فيع الاب سمعان حيدر، ولفيف من الكهنة، رئيس المركز المهندس فرح أنطون، مسؤول الاسرة المهندس ميشال ديب، رئيسة فرع فيع نانسي نجار حيدر، مسؤولين ورؤساء الفروع والاعضاء.
بعد الصلاة القى رئيس فرع بشمزين نقولا بو شاهين كلمة ترحيب وتعريف قال فيها” في زمن نشهد فيه تطورا غير مسبوق على كافة الصعد، منها التكنولوجية، والمفاهيم التربوية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية وغيرها وهذا حسن، ولكننا بالمقابل شهدنا ايضا ونشهد انحدارا في قيم تربينا عليها وورثناها جيلا بعد جيل. في زمن طغت فيه الروح المادية على شتى مفاصل الحياة يقف المؤمن حائرا لا بل يعيش صراعا بين شهادته كمؤمن وما يتعرض له من تجارب ومغريات وتحديات في مجتمعه وعمله تهدده احيانا كثيرة بلقمة عيشه”. وتساءل “ما هو دور هذه القلة العزيزة المؤمنة الملتزمة ايمانها؟”
مقابل ذلك أكد المتروبوليت اسبر ان” مجتمع اليوم يجعل الانسان يخسر الكنيسة من انسانيته، ويصعب على المسيحي عيش مسيحيته. قضايا عديدة يعيشها الانسان اليوم، وتشكل تحديات له في حياته اليومية، ان كان كبيرا او صغيرا.” ولفت النظر الى ان” الانسان المسيحي اليوم هو انسان شهيد بكل معنى الكلمة، وكلنا يعرف انه يشهد للمسيح وشهادته تكتسب في عصرنا بعدا جديدا لم يكن موجودا قديما.” واشار الى انه” في العام 1970 كان المجتمع يشجع الانسان على الفضائل، وعيش القيم الانجيلية، بحيث كانت هناك قيم في المجتمع والمؤسسات التربوية والدينية والحقوقية. انما بعد التسارع التكنولوجي، وما رافقه من انهيار في القيم وما نجم عن ذلك من صراعات واقتتال وكفر والحاد واندلاع الحرب العالمية الثانية وبروز البعد الاقتصادي القائم على الربح اضافة الى الدور الذي لعبته التكنولوجيا ساهم بسرعة فائقة في تراجع القيم وتغيير سمات المجتمع حتى بات صاحب الاخلاق يشعر بالغربة.”
ورأى ان” لا شيئ في مجتمعاتنا بات يشدنا الى ان نكون مؤمنين. اذ ان اخطر سيئات العصر انتشار الشر والرذيلة بسهولة. والكنيسة عموما والمؤمنون لم يتمكنوا من ملاحقة هذا التسارع ، ونحن لا نعيب على انفسنا وعلى الكنيسة، لان هذا التسارع انتج اخلاقا وسلوكا ومفاهيم لاول مرة تعيشها البشرية. ولم يكن لدينا الخبرة السابقة لتساعدنا على مواجهة الامر.”
وتابع” الا اننا لاحقا بدأنا نكتشف الاثار الضارة على المؤمنين، وتمكنا من تحديدها، ما دفعنا الى التفكير واستلهام الروح القدس لمواجهتها. بحيث باتت الحاجة ملحة للتشاور مع بعضنا والاستفادة من خبراتنا لمواجهة هذه الحروب الروحية الحقيقية التي تواجهنا وتظهر بتذمرنا وشكوانا وضعف ارادتنا وتهاوننا.”
وشدد ان المطلوب اليوم” التعاون لمواجهة هذا الواقع الجديد على صعيدين: الاول فردي والثاني جماعي. بحيث يترتب على المؤمن تبني روح الراهب، ومعرفة ترتيب اولوياته. اذ ان العالم بقدر ما يقدم لنا اشياء متعددة يضعنا امام خيارات تجعلنا لا نميز بين الضروري وغير الضروري، بين ما هو اساسي وما هو ثانوي يمكن الاستغناء عنه. وحالة عدم التمييز هذه تدفعنا للحاجة لاعادة ترتيب اولياتنا رغم صعوبتها على الصعيد الشخصي، الا ان الامر يهون على الصعيد الجماعي. لذلك نحن مدعوون لاستعادة العمل من خلال الفرق الحركية. اذ اننا مجبرون للبحث عن الشراكة ومساندة بعضنا والاستفادة من خبرات الاخرين لتخطي تحديات العصر. كما اننا بحاجة لاكتساب فضيلة الزهد التي ترادف التحرر بطريقة ايجابية وليس الشعور بالحرمان. اضافة الى التدبير المنزلي ما يساعد الانسان على تقييم امور حياته بشكل افضل. “
وتطرق الى عمل المراة معتبرا اياه” بحاجة لاعادة نظر كما امور كثيرة في الحياة مثل المعاني الجديدة للامومة والابوة التي تجعل الاهل يقدمون بدائل لاولادهم لقاء غيابهم عنهم بسبب العمل، وهي كثيرا ما تؤدي الى انحراف الاولاد وخسارتهم.”
وركز اسبر على” الرغبة الحقيقية بعيش الايمان الحقيقي. وضرورة المحاولة وعدم الاستسلام للضعف. اذ ان ما يساعد على تحقيق ذلك هو العمل الجماعي، والثقة ان المسيح وحده يكفي وهو يساعدنا”.
وفي الختام دعا الى” اختباراهمية الصمت في حياتنا. بحيث ان انسان اليوم بات يخاف العيش وحيدا ما يجعله يعيش وسط الضجيج. في حين ان اللجوء للصلاة والتأمل وسماع الموسيقى الهادئة والرياضات الروحية تهدء الاعصاب وتجعلنا نعيش هدوءا داخليا فنشعر بنعم الله وبالراحة بعيدا عن التعب الذي يخدعنا به الشيطان في كل عمل نقوم به.”
وجرى حوار. وكان سبق اللقاء صلاة النوم الكبرى في كنيسة مار سابا في البلدة. واقيمت مائدة محبة.