الحزن البهيّ الشعانين وأسبوع الآلام

mjoa Saturday April 12, 2014 125

بالشعانين ندخل إلى الأسبوع العظيم المقدّس.  عجبٌ كيف يدخل المسيح ظافراً إلى آلامه الطوعيّة!
 
الملك يأتي راكباً على جحش أتان، والأولاد يصرخون هوشعنا لاِبنِ داود! ونحن نذهب للقاء المسيح حاملين صليبَه مع سعف الفضائل. “اليوم نعمة الروح القدس جمعتنا، وكلّنا نرفع صليبك قائلين: مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي”.
 
كلّ شيء في هذا الأسبوع يدلّ على أنّ الألم والفرح حقيقةٌ واحدة.
 
ما هذا العُرسُ الّذي نعيشه في هذا الأسبوع مع المسيح، بانتظار العرس مُكَمَّلًا في الملكوت؟! لقد قال يسوعُ لتلاميذه قبل ذهابه إلى الآلام: “أنتم ستحزنون ولكنّ حزنكم يتحوّل إلى فرح” (يوحنا 16: 20).
 
كما أنّ التلاميذ كانوا يعيشون بعد القيامة “حزانى وهم دائماً فرحون، فقراء ويُغْنُون كثيرين، كأن لا شيء لهم وهم يملكون كلّ شيء”. (2 كورنثوس 6:10).
 
العُرسُ بيننا وبين المسيح مستمرٌّ دائمٌ. السيّد يتزوّج كنيستَه العروسةَ بِدَمِهِ على الصليب. كما يتزوّجُ كلَّ نفسٍ تَوَدُّهُ حبيباً.
 
“إنّني أُشاهدُ خِدرَكَ مزَّيناً يا مخلّصي. ولست أمتلكُ لباساً للدخول إليه. فأَبهِجْ حُلّةَ نفسي يا مانح النُّورِ وخلّصني”.
 
*        *        *
 
كلُّ هذا أيّها الأحبّاءُ يقتضي الألمَ والفرح معًا. هذا هو سرّ الحياة. فلا نتعجّبْ من الأحداث الأليمة الحاضرة في بلادنا. كما أرجو مِنكم أن لا تيأسوا أبداً. المسيحُ، معلِّمُنا الوحيد، بآلامِهِ وبِغَلَبَتِهِ على الموت يَحثُّنا على الرجاء.
 
هذه الأعيادُ تجري أوّلاً في القلب، إن لم تَحُثَّنا على الرّجاءِ في وسط المعاناةِ فلا نَفْعَ مِنها. لا تَنْسَوا الحقيقةَ الأخيرةَ الإيمانيّة “بالصليب  قد أتى الفرح لكلّ العالم”.

 
                                            + أفرام
 
                          مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share