الفصح الكونيّ

mjoa Tuesday April 22, 2014 63

الفصح عبورٌ من الموت إلى الحياة، من الأرض إلى السماء.
 
يأتي الفصح بعد صوم، بعد رياضة روحيّة. والرياضة الصّياميّةُ لا تبغي إماتة الجسد، بل  تهذّبه، تُرَوحِنُه؛ لأنّ الجسدَ والنفس معًا يشتركان في الفرح.


 
الملكوتيّ: (1)
الجهاد البشريّ ينشأ ويرافَق دوماً بعمل النعمة. الإمساك دافعه الحبّ، (motivation of love) محبّة الله ومحبّة القريب. كلّ خطوة يخطوها المؤمن يرافقها الله بنعمته.
 
درب الصليب هو درب الفرح والقيامة.
 
الرياضة الروحيّة إمساكٌ عن الأرضيّات، إمساكٌ عن الخطيئة، لكنّها في الوقت نفسه تنطلق من رؤية الحبّ الإلهيّ، لأن الحضور الإلهي لا يغيب عنها أبداً.
 
هو البداية وهو المنتهى. الفصح عبور لأنّه حركةٌ دائمةٌ من الموت إلى الحياة، من الألم إلى الفرح، ومن الأرض إلى السماء.
 
*  * *
ماذا يوحي لنا الفصح في هذه الأيّام الشريرة؟ الدنيا مليئة بالأوجاع. الفصح يُعطينا رجاءَ القيامة. فنطلب للجميع نعمة الصبر والخلاص إنْ لَم يغادِرْنا الألم. المسيح نزل إلى الجحيم، خاض صراع الموت وانتصر في خضمّ واقعة الموت: “وطئ الموتَ بالموت”.
 
إثبات القيامة قائمٌ على وجود القبر الفارغ من الجسد. بعدها ظهر القائم لأتباعه. غاية الصليب أن نحيا بالقيامة، كما أن المسيح حيٌّ. دان المسيح الخطيئة بجسده.
 
“ألا تعلمون أنّنا حين تعمّدنا لنتحّد بالمسيح يسوع، تعمدّنا لنموت معه، فدفنّا معه بالمعمودية وشاركناه موتَه، حتّى كما أقامه الآب بقدرته المجيدة من بين الأموات، نسلك نحن أيضًا في حياةٍ جديدة”. (رومية 6: 3-4).
 
“يا فرحي! المسيح قام!”
 
بالموت من أجل المسيح أين نذهب؟
 
يقول القدّيس مرداريوس في الشهداء: “مَسُوقُونَ إلى الإعدام، بِمَوتِهم يَتَّحِدُونَ بِمُخَلِّصِهم ، يسوع المسيح القائم. هم في فرحٍ في طريقهم إلى الموت”.
 
كيف تظهر القيامة فينا؟ عندما نلتمع ببهاء روحيّ نكون قد قمنا من خطيئتنا.
 
في آخر الأيّام  الكون يصبح ضياءً. عندها القيامة تنير المادّة في اليوم الأخير. أمّا الآن فقد دشّن المسيح بقيامته الكونَ الجديد.
المسيح يرتدي النُّور، والنور سوف يعمّ الكون بأسره.
 
(1)كان المسيحيّون اللاتين الأقدمون يقولون “نبشرّكم بالمسيح (القائم) رأساً وجسداً معًا”.
 
– Rotus christus, caput ET corpus
– whole Christ (risen), head and body
 

               + أفرام                              
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share