اقام متروبوليت ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس ورئيس دير سيدة البلمند البطريركي الاسقف غطاس هزيم قداس اثنين الباعوث في البلمند، بمعاونة رئيس معهد اللاهوت الاب بورفيريوس جرجي ولفيف من كهنة الدير والرعاياوالشمامسة، وقد خدمت جوقة الدير برئاسة جيلبير حنا، بمشاركة الاسرة البلمندية وشخصيات وحشد من المؤمنين من ابناء المنطقة.
بعد الانجيل المقدس القى المطران كرياكوس عظة قال فيها”هذا هو اليوم الثاني للفصح، وهو واحد مع الفصح، كما ان الاسبوع الجديد كله واحد مع الفصح. وهنا لا بد ان نطرح مباشرة هذا السؤال على انفسنا ماذا يعني لنا هذا الفصح في هذه الايام العصيبة التي نعيشها؟ كيف نحن نستطيع ان نعيش قيامة المسيح، ونحن المسيحيين كيف نستطيع على الاقل ان نشعر فيها، ان نصدقها، ان نختبرها، ان نلمسها، ان نراها كما تقول ترتيلة اليوم اننا قد راينا قيامة المسيح.”
وشدد بالقول” يا احبة هذا تحدي لنا نحن المسيحيين اليوم كيف نعيش قيامة المسيح. القديس سمعان اللاهوتي الحديث، وهو احد القديسين الكبار الروحانيين في الكنيسة، قال قيامة المسيح هي قيامتنا من القبر، هي التواضع والتوبة. اذ لا يستطيع الانسان ان يلمس شيئا من الله ان لم يكن متواضعا، كما ان الانسان لا يستطيع انيرى الله ان لم يعاينه، ان لم يكن تائبا عن خطاياه وان يعترف بضعفه واخطائه. وهذا كله نتيجة ما اختبره القديس في حياته.”
ورأى المطران كرياكوس ان” القيامة هي ثورة شخصية، تنبع من الذات، وهي ان لم تنبع من القلب فكل هذه العبارات التي نرتلها تبقى مجرد فولكلورا ليتورجيا. فكل شيئ يبدأ من القلب والداخل لذلك القيامة هي فعل ثورة على انفسنا. والمشكلة المعاصرة الكبرى ان الناس وخصوصا كبار هذه الدنيا يخلطون بين الحرية والاهواء، كما قال احد الاباء المعاصرين ان الخطيئة اصبحت موضة. اذ ان هذه هي الحرية بنظر العالم، ونحن عندنا هذا الايمان، الذي كما يقول الاباء، الايمان الفاعل بالمحبة، المتجسد ليس نظريا،انما الايمان المتجسد الذي يستطيع ان يساعدنا كي نعيش قيامة المسيح. بدون هذا الايمان، ايها الاحباء، تبقى القيامة نظرية، لذلك بهذا المعنى يقول الرب يسوع، في هذه الايام، في انجيله، انتم ايها المؤمنون الذين تحرروا من قيود هذه الدنيا، انتم المؤمنون، انتم نور العالم. هذا ما يقوله انجيل يوحنا، النور يضيئ في الظلمة، ولكن لنا ان نكون متواضعين، هذا ما قاله الانجيل اليوم، ان نكون مثال يوحنا المعمدان الذي كان انسانا عظيما في عصره، ومع ذلك قال انا لست شيئا امام الله المتجسد بينكم. حبذا لونستطيع ان نحتذي بمثال حياته. اين نحن من ما قاله انتم نور العالم؟ اهذا ما نعيشه اليوم في هذه الايام؟ انتم ملح الارض، اهذا ما نطبقه نحن اليوم في هذا العالم الذي يسيطر عليه الشيطان والشر؟”
واكد ان “هذه هي دعوتنا اليوم، ايها الاحباء، من عنده هذه الشعلة، هذه النار في قلبه لا يستطيع بعد ان يصمت، لا بد ان يشهد. لذلك وضعت الكنيسة هذا اليوم الذي به المسيح اطلق تلامذته الى كل الامم ليعمدوا باسم الاب والابن والروح القدس، واوصاهم ان يتبعوا وصاياه وقال لهم انا اكون معكم حتى نهاية الدهر.”
وركز على ان” هذه هي دعوتنا لذلك بعد هذا القداس، سوف نقوم بزياح نقرا بعده الانجيل في عدة لغات، وحبذا لو نستعيد من المسيحية هذا الايمان الحار ويصبح كل منا مبشر ليس بكلامه فحسب بل في حياته وعمله وبيته وعائلته التي تتفكك اليوم. ان نبشر بقيامة السيد المسيح لانه الوحيد الذي يستطيع ان يعطينا الحقيقة كلها، ان يعطينا الفرح الحقيقي والحياة الابدية.”
وختم” باسمنا وباسم البطريرك يوحنا العاشر اليازجي نعايدكم في هذا العيد العظيم، عيد القيامة ونقول معا المسيح قام”.