افتح قلبك ليسوع

mjoa Friday April 25, 2014 113

دخل السيد على التلاميذ والأبواب مغلقة. يا ليته يدخل إلى قلوبنا وهي مغلقة. جاء إليهم وهم خائفون من اليهود وكان طبيعيا أن يخافوا من الذين قتلوا السيّد. فرح التلاميذ حين رأوا الرب. هل نحن نتمنى أن يرانا الرب؟ هل نحيا من رؤيته؟

 حاجته إليك. اذا رآك الرب أحبّك. ولكن هل أغلقت نفسك دونه؟ ان فعلت هذا، كيف يراك؟ اذا وجدك، اكشف نفسك كلها يداويك. لا تستطيع أنت بدونه ان تفعل شيئا. دعه يأتي إليك ولا تظن نفسك قويا. دعه يتسلم كل نفسك ينقذك من ضعفاتها.

يستطيع يسوع ان يغلب كل ضعفاتك. لا تساوم مع ضعف لك. اذا فعلت هذا، لا تكون تحيا للمسيح.

أنا لا أُوافق أولئك الذين كانوا يقولون لنا في طفولتنا: قَوّوا إرادتكم. كنا نظن اننا قادرون ان نصير أبطالا. ولما أدركنا الكهولة، رأينا اننا أضعف مما كنّا نظن. واذ زاد ابتعادنا عرفنا اننا لا شيء. أظن أن خبرتنا للخطيئة علّمتنا أن حاجتنا إلى الرب عظيمة، وفهمنا أننا في عهدنا مع الخطيئة كنّا تائهين.

اذا رأيته ظافرًا ورأته الأجيال كلها ظافرًا حتى نهاية العالم، عرفت انه اليوم يأخذ عاهاتك ويحمل أوجاعك في أعجوبة هذه الوحدة القائمة بين الألم والظفر، بين الترابية والضياء. كان كلام السيد لتوما أن معجزة الإيمان ليست أن تُقرّ بأن المسيح كان إلهًا من جهة وإنسانًا من جهة، بل أن تُقرّ الاثنين معا.

أيّ إيمان كان إيمان توما؟ العبادات عندنا تُجلّ الرسول لأنه كان شاهدًا للقيامة. هاجس طقوسنا أن يعلم الكل بآلام السيد وقيامته وأن يشاركوا توما الهتاف: “ربي وإلهي”. يبقى المضمون أن المسيح الانسان لم يكن شبحا وأن المسيح الإله ما كان مجرّدا. الايمان فرادته في هذا اللقاء في أُقنوم حي في الطبيعتين وفي حرية انسجامهما. المسيح كان يعمل دائما ما يرضي الله.

من أراد أن يؤمن يحاول أن يعيش حسب الإنجيل. كلما تَطهّر القلب نرى أن الله مصدر الحياة ومصدر الفرح. كلما تقدّمنا في سلّم الفضيلة يتجلى الله لنا بوضوح أكثر ويتبلور حضوره لنا بصورة أدقّ، فنرى نوره أكثر فأكثر ونعكسه للآخرين. من أراد ان يحفظ إيمانه يجب أن يحفظ قلبه، أن يدخل إلى مضجعه ويغلق الباب ويناجي الله من علّيته بالصلاة. من يعايش الله هكذا والأبواب مغلقة في الخفاء، في حياة تسعى لأن تتطهر يوما بعد يوم ينال سلام ربه وفرحه.

اذا فتحت أبواب قلبك للرب يدخلها. اذا أردت ان تموت روحيا تقول هذا لي وهذا للرب. أنت في هذا غبيّ لأن كل شيء للرب. واذا أعطيته كل شيء يردّه إليك مع الرحمة. افتقر اليه برضاك لا بسبب فقرك، وآمن بأنه هو المعطي وهو العطية.

 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share