من يدحرج الحجر عن باب كل قلب؟

mjoa Friday May 2, 2014 108

في إنجيل اليوم الأحد الثاني بعد الفصح المعروف ايضًا بأحد حاملات الطيب كان تساؤل النسوة في طريقهن الى القبر: “من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟”. كان الجواب من السماء انه قد قام وليس هو ههنا. عمن تبحثنَ؟ يسوع الناصري اطلبنه في السماء.

 ظهر المسيح غالبا وهو حيّ الى الأبد بعد ان انطلق من مملكة الموت الى ملكوت الحياة وساد الأزمنة كلها، كل ما كان منها وما سيأتي، وعاد الى الآب حيث يهيمن على الكون كله. ولكننا لا نعي هذا. عند الكثرة من المسيحيين انه قد جاء وانه قد غاب. يرتّبون حياتهم او لا يرتّبونها. مقاطع صغيرة من الإنجيل يذكرونها هنا وهناك حسب ممارسات هزيلة يقومون بها. ولكن لا يبدو ان يسوع المسيح مسيطر على قلوب أتباعه او من ظنوا انهم أتباعه. أغنية غنوها خلال موسم الفصح وذهبت.

لو كنا واعين حقا أن المسيح قد قام فلا يمكننا ان نتصرف كما نتصرف اليوم، ولكُنّا جعلنا المسيح حقا ظافرا في قلوبنا، طافحا فينا فرحًا وبشرى ومنقذا إيانا من كل بلى. عندما قال الملاك للنسوة القديسات انه قد قام، ليس هو ههنا، قال لنا نحن المسيحيين: “غيّروا نفوسكم حتى تطلبوا المسيح في نفوسكم المتغيّرة. هو يدحرج الحجر عن باب كل قلب بقوة القيامة”.

ماذا يقول المسيحيون اليوم؟ يقدمون أعذارًا: أنا ضعيف، انجرفت، زلقت، انا من تراب… وقعت في التجربة، غرّني المال، انجذبت بالشهوة… هذا كلام لم يرد في الإنجيل الذي به نؤمن. ما ورد في كتابنا ان المسيح حي واننا أحياء في اللحم والدم، وأن كلا منا مدعو أن يصير مسيحا منذ الآن. وأما هذه الهزالة المسيحية القائلة اننا سنخلص من بعد موت من بعد ان ندفن، وان لله الرحمة الكثيرة وانه شفوق، ولذلك لا بأس ان ننغمس في كل ما تطلبه نفوسنا الآن… هذه بالضبط خيانة يهوذا، هذه تزكية لكل خياناتنا.

المسيحي المؤمن لا يخاف من قبره ولا من موته ولا من الركام الذي تحت القبر. المسيحي المؤمن يهتم بأن يحيا مع المسيح. قال يوحنا الذهبي الفم: “قام المسيح وليس من ميت في القبور”. هل نحيا نحن الآن وكأننا نؤمن حقا ان ليس من ميت في القبور، وان كلا منا تجاوز موته منذ الآن، وداس خطيئته، وصار مسيحًا منذ الآن؟ أهذه قناعتنا؟

هذا في كل حال إيماننا: المسيح قام وليس من ميت في القبور. مهمتنا ان نأتي معًا لنعلن قيامته ونبشّر ذوينا وأصدقاءنا بأنهم محضونون منذ الآن، محضونون من المسيح الظافر.

قام المسيح وليس من ميت في القبور.

قام المسيح وانت غلبت.

قام المسيح واستقرت الحياة.

قام المسيح والحجر قد دُحرج.

لماذا تطلبون الحي بين الأموات؟

لا يندبن أحد عن آثام لأن الصفح بدا من القبر. لا يخافن أحد من الموت لأن موت المخلّص قد حررنا. فلنسر في خطاه أُناسا قياميين.

 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share