في هذا الزمن الفصحيّ، تدعونا الكنيسة الى التأمل في سرّ المعمودية (انظر العدد الماضي رقم 21) لنعي معنى معموديتنا أكثر ونجدّد التزامنا كأعضاء في جسد المسيح، الكنيسة.
كلنا يعرف ان الكنيسة في القرون الاولى كانت تُعمّد الموعوظين خلال قداس سبت النور. كانوا يتعلّمون الإيمان خلال الصوم الكبير ثم ينالون الاستنارة بالمعمودية والمناولة ويصبحون أعضاء جسد المسيح.
في “أحد توما” نلمس، مع التلميذ الذي شكّ، جنب المخلّص الذي خرج منه دم وماء نبع المعمودية والمناولة.
تُذكّرنا “حاملات الطيب” -الماء العطِر- عند القبر الفارغ أن المعمود الذي يغطس في الماء ثلاث مرات يموت مع المسيح ليقوم معه معتمدًا بطيب القيامة العَطر.
“المخلّع” انتظر قرب بركة بيت حسدا أن يأتيه الشفاء من الماء، ولكنه اهتدى إلى المسيح الذي قابَله عند البركة وشفاه بكلمته، فاكتملت معموديّتُه.
“السامرية” قابَلَت المسيح عند بئر يعقوب. وبنتيجة حوار المسيح معها، آمنت به وأخذت منه الماء الحيّ نبع الحياة الابدية.
“الأعمى” منذ مولده اقتبَلَ مكانَ عينَيه الطينَ الذي جبَلَهُ المسيحُ بتَفْلَته، ثم اغتسل في بركة سلوام وعاد مبصرا ليرى المسيح الذي وجده في الهيكل.
ونحن المعمّدين نُجدّد معموديّتنا في الفصح ونوكّدها في الآحاد التي تليه لنتعهّد دوامَ استنارتِنا.