الانتصار على الموت

mjoa Thursday May 29, 2014 116

“آخر عدو يُبطل هو الموت” (١كورنثوس ١: ٢٦). كل ما يخشاه الإنسان هو ما يقربه من الموت لأنه مفطور على محبة الحياة والحياة يشعر بها دائمة فيه. لذلك يخشى ما يهددها. وكل ما يسعى اليه هو ان يبعد عنه شبح الموت. لذلك تقول المسيحية: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت”.

  لماذا آثر ان يذوقه ولم يكتف بإلغائه بكلمة؟ ربما كان هذا لأن ذائقة الموت عند المسيح بدت الأفصح أي الأقرب منه للإنسان. موت المخلص كان مطرح القيامة قبل ان تعلن هذه عن نفسها في اليوم الثالث. في العمق قوة القيامة كانت كامنة في الصليب. تجلت في الفصح وفي عالم المعاني يوم الجمعة العظيم كان جزءاً من الفصح ويوم الجمعة عيّد له المسيحيون في آسيا الصغرى في البدء.

  نتيجة ذلك ان المؤمنين عيدوا للقيامة في أواخر القرن الأول بارتداء الثياب البيضاء في مآتمهم. الثياب السوداء اليوم نزلت الينا من النهضة الاوروبية التي كانت عودة إلى الوثنية التي لم تعرف فكرة القيامة. لذلك طقوس يوم الجمعة العظيمة ليس فيها اللون الاسود الذي استعاره مسيحيو اليوم اجتماعيا من الوثنية. هكذا كان لون الحداد في المسيحية الاولى اللون الابيض. اية عائلة تجترئ بسبب ايمانها ان تخالف العادات المألوفة بارتدائها البياض يوم الجمعة العظيمة؟ التجدد في الكنيسة يحتاج إلى جرأة كبيرة تعود بنا إلى القديم، إلى الاصول.

   ونريد هنا بالقديم الثابت والثابت قيامة المسيح التي بها نضرب الموت وليس فقط هذا الذي يحل فينا في آخر العمر ولكن كل ميتة، كل سقطة، كل انحدار وتخلف. الجديد قيامة المسيح وكل قيامة في المسيح.

  نحن قياميون نحاول الانتصار على الموت وعلى شبه الموت في كل محطات الحياة وجوانبها، على البيولوجية بمعناها الشامل. لذلك كان الخطأ في التصور ان المسيحية تستلذ الألم تحببا منها بآلام المسيح. الألم عند المسيح نفسه كان يحتوي عنصر الانتصار على الموت. الخطأ الشائع ان المسيحية تمجد الألم. هي تقتبل الألم الموجود في كيان الإنسان لتتخطاه. ليس في المسيحية أي استلذاذ بالألم أو أية دعوة إلى التألم. هي ترى الألم الموجود لتغلبه بفرح القيامة.

  الفرح غالبا ما كان عند الأكابر ثمرة لمعاناة مرتضاة محبة بالمسيح. اذا قادك الألم إلى فرح بالرب يكون من الرب. الألم خارج إطلالته على الرب ومشاركته لآلام المخلص ليس بشيء.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share