إحتفل صاحب الغبطة يوحنا العاشر بطريرك انطاكية وسائر المشرق بعيد الصعود الإلهي في الكاتدرائية المريمية في دمشق وألقى كلمةّ بمناسبة هذا العيد المبارك وترجمته في حياتنا.
أبرز ما جاء في الكلمة:
” تشير ترتيلة العيد إلى الفرح المرتبط باقتبال الروح القدس، ولكن ما يلفت النظر ويثير العجب هو عبارة ” إذ أيقنوا بالبركة أنّك أنت ابن الله منقذ العالم” والتي تأتي في المقطع الأخير من الترتيلة.
ما هو معروف ومتفّق عليه أن الإنسان يٌدرك الأمر بعقله، فاليقين هو التأكد من الشيء وامتلاك الإثبات، ولكن هنا يأتي اليقين بالبركة. وهذا تمامًا ما حدث في الصعود كما هم مكتوب في الإنجيل: ” صعد إلى السماء بعد أن فتح يديه وباركهم”.
فبهذه البركة التي يتبارك فيها الشعب اليوم إضطرمت نفوس التلاميذ وإمتلأت قلوبهم فرحًا وعرفوه أنّه هو المسيح.
فقبل الصعود ظهر لهم الرّب وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب وكلّ ما هو مكتوب عنه ووعدهم بالروح القدس.
عبارة “فتح أذهانهم” هي كلمة دقيقة إذ هناك فرق بين العقل والذهن. الذهن هو كيان الإنساني الداخلي كلّه، قلبه وعقله وفكره وأحاسيسه وادراكه ومشاعره.
وختم كلمته راجيًّا أن نطلب جميعنا من الرّب في هذا العيد المبارك أن يفتح أذهاننا وقلبنا وكلّ حواسنا كما فتح أذهان التلاميذ، لنعي الحقيقة الإلهيّة والخلاص المعّد لكل واحدٍ منّا، وندرك حق الادراك والمعرفة واليقين أن يسوع قام من بين الأموات، وكما هو غلب الموت وانتصر، نحن أيضًا نغلب به الموت ونتمجّد معه في السماوات. “