التلميذ: ذهبتُ مع أمي وجدتي إلى القداس يوم السبت الذي قبل عيد العنصرة وقالت جدتي انه “سبت الأموات” واننا سنصلي من أجل راحة نفس جدّي. حملت معها خمس قربانات وقدمتها إلى الكنيسة. ما علاقة القربان بالصلاة؟
المرشد: ألا تذكر اننا تكلّمنا سابقا عن التقدمة وهي المرحلة قبل القداس حيث يُعدّ الكاهن القرابين. قلت لك آنذاك ان الكاهن يرفع الجزء الذي على شكل مربع في وسط القربانة ويضعه على الصينية، وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية “يسوع المسيح الغالب”. يُسمّى هذا الجزء الحَمَل، وهو يسوع المسيح الذي يُذبح من أجل خلاصنا. ثم يرفع الكاهن أجزاء أصغر من القربانة ويرتّبها حول الحَمَل، يذكر بها والدة الإله والقديسين على أنواعهم. أخيرا يقتطع أجزاء بأسماء الذين نصلي من أجلهم من الأحياء والأموات. وقد أخذ قربانة من التي قدّمتها جدتك وقطع منها جزءا صغيرا منها قائلا اذكر يا رب عبدك (اسم جدك). ويضع الأجزاء الصغيرة في صفّين في أسفل الصينية، صف للأحياء وصف للاموات.
التلميذ: هذا يحصل في سبت الأموات؟
المرشد: ليس فقط في سبت الأموات، بل في كل أحد أو عيد وكلما أقيم القداس الإلهي.
التلميذ: اذًا كل هذه الأجزاء تصير جسد المسيح وتُعطى لنا في المناولة؟
المرشد: لا. الحَمَل فقط يصير جسدَ المسيح، أي المربّع الذي عليه طابع القربان، ومنه يتناول كل الموجودين في القداس. اما الأجزاء الاخرى فيضعها الكاهن في الكأس بعد المناولة قائلا: “اغسل يا رب بدمك الكريم خطايا عبيدك المذكورين ههنا بشفاعة والدة الإله وجميع القديسين”.
التلميذ: سؤال أخير. مم يُصنع القربان؟ لأن جدتي لم تكن مرتاحة لما وُزع علينا في آخر القداس قربانٌ ذو طعمٍ حلو، وقالت الأُصول ألاّ يكون في القربان سكّر أو حليب أو غيرها من المواد التي تدخل في تصنيع الخبز الإفرنجيّ.
المرشد: جدتك على حق. القربانة التي تؤخذ منها الأجزاء وتوضع على الصينية يجب ان تكون مصنوعة من طحين القمح والماء، يضاف اليها الخميرة والملح ولا شيء غير ذلك. وتقال صلوات عند عجن القربانة وخبزها.
التلميذ: اذًا الخبز الذي يُستعمل في القداس هو كالخبز الذي نأكله؟
المرشد: تمامًا. لا نستعمل في القداس الخبز الفطير أي الذي دون خميرة لأن يسوع، في العشاء الأخير، أخذ “خبزا” وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا: “خذوا كلوا هذا هو جسدي”. واستمر المسيحيون عبر العصور كلها يصنعون حسب الانجيل.