المسيحية الأرثوذكسية في الصين قصة الشهداء الصينين في ثورة بوكسر

mjoa Wednesday June 25, 2014 113

مر يوم الاحتفال بالشهداء المسيحيين الأرثوذكس الصينيين إثر ثورة بوكسر عام 1900 في التقويم الجديد. وصل عدد المعجبين بالموقع الخاص بهم على الفيسبوك إلى 8 آلاف وتمت أكثر من ألف مشاركة ومئات الآلاف من الآراء.

من الواضح أن كثيرا من الناس كانوا مهتمين ومندهشين من إيمان هؤلاء المسيحيين الأرثوذكس الصينيين.

وفي هذا السياق، نود أن نشارككم بعض المعلومات عن تاريخ وشهادة هؤلاء المسيحيين. فيما يلي ملخص كُتب مؤخراً عن حياتهم تتضمن تفاصيل عن البعثة الأرثوذكسية المسيحية الروسية في منطقة ألبازين في الصين والتي بدأت في القرن السابع عشر:

في السنوات التالية، انتشرت الأرثوذكسية بشكل ملحوظ بين سكان منطقة ألبازين الصينية، وأصبحت بمثابة دين عرقي للسكان.  كان الامبراطور كانغ تشي مؤيداً لهؤلاء المسيحيين وكانوا يأملون بأن يصبح الامبراطور بمثابة القديس كونستانتين عند الشرق. لكن عندما اكتشفت المحكمة الصينية لاحقاً أن البعثات التبشيرية الكاثوليكية اتبعت أوامر من أسيادها الغربيين، بدأ الامبراطور كانغ تشي وأتباعه باضطهاد المسيحيين.  ونجا معظم الأرثوذكسيين من هذا الاضطهاد بسبب مكانتهم في المحكمة ومكانتهم بين سكان ألبازين الصينيين لبعض الوقت فقط.

chinese-martyrs-vespers-622

 

وبينما كان نجاح مهمة البعثة التبشيرية الأرثوذكسية الصينية متواضعاً، إلا أن إيمانهم بالمسيح كان قوياً. وكما كانت روما الوثنية تنظر إلى الإيمان المسيحي بالمسيح بمثابة منافسة للولاء الامبراطوري، كذلك الأمر بالنسبة للامبراطورية الصينية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث اعتبرت المسيحيين أعداء الامبراطور.  كان البعض في الصين يعتنق الأفكار الغربية الحديثة، بينما راح البعض الآخر بما فيهم الوطنيين والذين كانوا يمارسون الفنون القتالية، يحاول محاربة أي تحد للتقاليد بما فيه المؤثرات الغربية. سميت الحركة من قبل الأجانب بحركة بوكسر.

بحلول حزيران عام 1900، ظهرت لافتات تغطي جدران بكين تدعو إلى قتل الأجانب والمسيحيين. وظهرت فرقاً مسلحة في شوارع المدينة وأطلقت النار على المنازل وبموافقة الامبراطور وقتلت المسحيين الصينيين والأجانب. كان الكاهن تسي تشنغ من الرعية الأرثوذكسية في المدينة وزوجته تاتيانا وأولادهما إيسايا وسيرج ويوحنا. كان الكاهن خجولاً ومنغلقاً على نفسه وكان يتجنب حفلات التكريم وكان يعمل بجد على بناء كنائس جديدة وعلى ترجمة كتب روحية وعلى الاهتمام برعيته.

استشهد الكاهن بتاريخ 10 حزيران عام 1900 مع حوالي سبعين مؤمنا في بيت اجتمعوا فيه لتقديم العزاء عندما حاصرت قوات البوكسر المنزل. نجح بعض المؤمنين بالهرب، إلا أن معظم المؤمنين بما فيهم الكاهن تعرضوا للطعن أو للحرق حتى الموت. سقط جسد الكاهن المقدس تحت شجرة بلح في حديقة منزله وكانت عائلته شاهدة على الحدث.

وفي اليوم نفسه قامت قوات البوكسر بتشويه ابنه الأصغر، يوحنا، الذي كان عمره ثماني سنوات.  وبالرغم من أنهم قطعوا أذنيه وأنفه وأصابع قدمه إلا أنه لم يشعر بأي ألم ومشى بثبات وصرح أنه لا ضير من التألم من أجل المسيح.  كانت إيا وانغ وهي مدرسة بعثة تبشيرية من ضمن الشهداء أيضا حيث تعرضت للطعن ودفنت نصف ميتة. حاول عابر طريق نبش القبر لينقذها، وحملها إلى بيته حيث اعتقلتها قوات البوكسر مرة ثانية وعذبوها حتى الموت وبذلك تكون نالت الشهادة للمرة الثانية.

إيسايا، الأخ الأكبر ليوحنا، وذو الثلاث وعشرين عاماً كان قد استشهد أيضاً قبل عدة أيام. ورفضت خطيبته ذات التسعة عشر عاماً المغادرة والاختباء وصرحت أنها ولدت بجانب كنيسة أم الله وستموت هناك أيضاً.

عندما تم الاحتفال بعيد الشهداء الصينيين المقدس أول مرة عام 1903، وضعت جثامين الكاهن وآخرين تحت مذبح كنيسة كل الشهداء الأرثوذكسيين المقدسين (التي تم بناؤها بين عامي 1901 و 1916). وتم فيما بعد نصب صليب على موقع الشهداء، ليكون شاهداً على المعاناة الكبيرة الأولى للمؤمنين الأرثوذكس في القرن كله.  تعرضت الكنيسة للدمار، هي وكنائس أخرى أيضا على يد الشيوعيين في عام 1954 واختفى مكان وآثار الكنائس بعدها. تم مؤخراً كتابة تاريخً موجز ومديح لوالدة الإله تخليداً لذكراهم.

بمناسبة الذكرى المئوية للشهداء الصينيين المقدسين لثورة بوكسر، دعونا كأرثوذكسيين مؤمنين أن نصلي أن نمتلك شجاعتهم في زماننا ومكاننا ونعيش مثلهم من أجل نداء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم (متى 28:19).

ترجمة : الأخ عمر كعدي

 لقراءة الخبر باللغة الانكليزية : http://myocn.net/orthodox-christianity-china-story-chinese-martyrs-boxer-rebellion/

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share