ينطلق اليوم الخميس المؤتمر الارثوذكسي الانطاكي وعنوانه “الوحدة الانطاكية: أبعادها ومستلزماتها” ويجمع مندوبين عن جميع الابرشيات الانطاكية المنتشرة في لبنان وسوريا وبلاد الانتشار الانطاكي، وتتمثل فيه جميع الشرائح من اكليروس وعلمانيين.
الدعوة وجهها البطريرك يوحنا العاشر الى عقد المؤتمر في البلمند للمرة الاولى منذ اقرار القوانين الانطاكية التي صدرت منذ اكثر من أربعين عاما ونصت على عقده.
للتوسع في هذه القوانين ومواضيع المؤتمر وأهمية انعقاده، تحدث الى “النهار” الحقوقي جورج غندور، مؤلف كتاب “انطاكية والقانون” الذي يتناول قوانين الكنيسة الارثوذكسية خلال القرن العشرين، وهو حضر من جنيف ليحاضر عن “تفعيل التشاور في الرعايا والابرشيات وتعزيز التكامل بين الابرشيات من وجهة نظر القانون الكنسي”.
يعرض المؤتمر القوانين الكنسية خلال القرن الماضي، ويستخلص منها دروساً تساعد في رسم تصور مستقبلي بحسب غندور. وسيتطرق الى عدم تطبيق الكنيسة للقوانين في السنوات الماضية وتأثيرها في واقع الارثوذكس كطائفة وككنيسة.
في المبدأ يشارك فيه الى مطارنة الابرشيات كاهن من كل ابرشية يعينه المطران وثلاثة علمانيين تنتخبهم المجالس الملية في الابرشيات. أما المشاركة في المؤتمر فمن خلال وفود يشكلها المطارنة يتألف كل منها من كاهن وأربعة علمانيين بسبب عدم تشكيل المجالس الملية في الابرشيات منذ 40 سنة.
الافتتاح الرسمي الساعة العاشرة قبل ظهر اليوم، يشارك فيه البطاركة الانطاكيون الذين سيلقون كلمات، ثم كلمة البطريرك يوحنا العاشر، يرسم من خلالها رؤيته لمستقبل الكرسي الانطاكي. ويوضح غندور “أن انعقاد هذا المؤتمر في ذاته يشكل مرحلة مفصلية ستنقل الكنيسة الانطاكية الى التخطيط المشترك ورسم الاستراتيجيات وفقا للمفهوم الكنسي الاصيل الذي يجعل الشعب في وسط الكنيسة حول المطارنة. ويوضح ان البطريرك أراد بدعوته الى المؤتمر “جمع الطاقات الارثوذكسية ليقول الارثوذكس قولا واحدا في شؤون الكنيسة والأوطان المنتمين اليها. والمؤتمر في ذاته بداية وليس هدفا، يقاس نجاحه بمدى تفعيل الحضور الارثوذكسي على كل المستويات وفي اطلاقه لورشة تنظيمية، يجب أن تكون أولى ثمارها تنفيذ القوانين على مستوى الابرشيات من خلال عقد مؤتمرات الابرشية وانشاء مجالس ملية فيها، لتصبح الادارة مشتركة بين المطران وأبناء أبرشيته وفقا لما تلحظ القوانين”.
وتنطلق الجلسات بعد الظهر وتتناول تنمية الاوقاف والتعاضد المالي والحضور المجتمعي والتواصل. وتلي الجلسات ورش عمل تناقش الأوراق المقترحة وترفع بشأنها توصيات الى المجمع المقدس لمنقاشتها واعتمادها. ويتخلل المؤتمر وضع حجر الاساس لمستشفى البلمند الساعة السادسة مساء، وأمسية تراتيل كنسية، وموسيقى شرقية مساء بعد غد الجمعة. ويختم المؤتمر السبت 28 حزيران بتلاوة البيان الختامي يليه تدشين المبنى الجديد للمقر البطريركي. أما الحدث الابرز فسيكون الساعة العاشرة قبل ظهر الاحد 29 حزيران حين يحتفل البطريرك بمشاركة مطارنة الكنيسة بعيد القديسين بطرس وبولس شفيعي الكرسي الانطاكي، في باحة جامعة البلنمد، والدعوة عامة.
رلى معوض / النهار