حجر الأساس لـ”مركز جامعة البلمند الطبي” – 26 حزيران 20142014

mjoa Friday June 27, 2014 100

البطريرك يازجي خلال ازاحة الستار عن الحجر الاساسي البلمند : هدفنا ترسيخ العيش المشترك والتزام المبادىء الوطنية

أزاح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي الستار عن الحجر الاساس ل”مركز جامعة البلمند الطبي” خلال حفل اقيم في الموقع عند سفح التلة البلمندية، في حضور الرئيس امين الجميل ممثلا بسايد خوري، رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ممثلا بالعميد وليم مجلي، وزير الصحة وائل ابو فاعور ممثلا بالدكتور بهيج عربيد، وزير العدل اشرف ريفي ممثلا بالمحامي فادي الشامي، الوزراء السابقين فايز غصن، نقولا نحاس، رئيس جامعة البلمند ايلي سالم، بالاضافة الى النواب نضال طعمة، قاسم عبد العزيز وخضر حبيب، قائمقام الكورة كاترين كفوري انجول، المحافظ السابق لبلدية بيروت نقولا سابا، مطارنة، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس بلدية اميون غسان كرم، منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور باخوس وهبة، الزميل فؤاد دعبول ممثلا الهام فريحة، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، آمر سرية درك اميون العقيد فؤاد خوري، رئيس مكتب مخابرات الجيش في الكورة المقدم نجيب النبوت، رئيس مكتب امن الدولة المقدم جون فنيانوس، نقباء، امناء جامعة البلمند وعمدائها كهنة وشخصيات وحشد من المدعويين.

 

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم بركة صاحب الغبطة وصلاة من جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي برئاسة المرنم جيلبير حنا، تبعها كلمة ترحيب وتعريف من المهندس زياد نعمة اكد فيها ان “المستشفيات كدور العبادة تتجلى فيها محبة الله ورحمته ويخدم فيها الانسان اخاه الانسان ليزيح عنه الوجع والضيق ويصون كرامته الانسانية”.

balamand-medical

نصار

وألقى عميد كلية الطب والعلوم الطبية الدكتور كميل نصار كلمة قال فيها:” من دواعي سروري أن أقف بينكم اليوم على هذا المنبر نيابة عن زملائي وزميلاتي في الهيئة التعليمية في كليتي الطب والإختصاصات الطبية لأرحب بكم جميعا في هذا الإحتفال بوضع الحجر الأساس لمركز جامعة البلمند الطبي. كما أنه شرف عظيم لي شخصيا أن أشهد على وضع اللبنة الأولى لهذا الصرح الطبي الكبير بعد أن شهدت ولادة كلية الطب وتطورها بحيث أضحت مرجعا مهما في التعليم الطبي في لبنان والمنطقة”.

وأضاف:”هذا اليوم هو يوم مميز في تاريخ كليتنا، فما نعمله اليوم نصنع به المستقبل. لم نكن لنقرأ اليوم تاريخا لو لم يكن هناك في حينه رجال من ذوي الرؤية المستقبلية التي تحاكي الحاضر وتخطط للمستقبل . وهذه هي رؤية صاحب القبطة يوحنا العاشر الذي قرر إنشاء هذا المركز الطبي إيمانا منه بحاجة أبنائه ومجتمعه ووطنه لمشروع بهذا الحجم. تعتبر محافظة الشمال ثالث محافظات لبنان من حيث عدد السكان وأفقرها من حيث النية الإجتماعية . من هذا المنطلق ، فإن أي مشروع تنموي في هذه المنطقة، مهما كان حجمه، سوف يصب حتما في خانة رفع مستوى معيشة السكان، وتحسين نوعية الحياة، فكيف سيكون التأثير إذا كان المشروع بحجم المركز الطبي لجامعة على هذه المنطقة بالذات؟”.

وأشار إلى أنه “تم تصميم هذا المستشفى بمواصفات المراكز الصحية الأميركية US Health Facilities Guidelines وبالتعاون مع JCI ليكون معتمدا عالميا، ومطابقا للمواصفات المطلوبة، ويوفر للمرضى عناية طبية مميزة ويحفظ سلامتهم وأمانهم وخصوصيتهم بالدرجة الأولى”.

وتابع:”يأتي إطلاق مركز جامعة البلمند الطبي ليلبي إحتياجات المرضى من مختلف أنحاء المنطقة ، وهو سيقدم خدمات إستشفائية متنوعة تتضمن التشخيص والعلاج الشعاعي ، العلاجات السريرية والجراحية في مختلف الإختصاصات الطبية . في المستشفى أيضا مرافق ضرورية وأساسية بالنسبة الى منطقة شمال لبنان التي هي بأمس الحاجة إليها كالعناية الفائقة والعناية الفائقة للولادات المبكرة وللأطفال، ومركز خاص لأمراض القلب ، ومركز لأمراض الكلى وآخر للأمراض السرطانية. كما تتوفر في المستشفى عيادات خارجية للاستشارات الطبية، وعدد من المختبرات لتأمين الفحوصات المخبرية اللازمة، فضلا عن مركز متطور لطب الطوارىء. من حيث تصميمه وخدماته فإن مركز جامعة البلمند الطبي هو مستشفى تعليمي جامعي متكامل”.

وشدد على انه “لم يصمم هذا المركز ولن يبنى لينافس مستشفيات المنطقة التي تقوم مشكورة بالعناية الطبية لأهل الشمال؟ فمركز جامعة البلمند سيكون مستشفى جامعيا، رسالته الأولى، الى جانب مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت، هي تعليم طلابنا في كلية الطب في هذه المنطقة. علما أن التعاون سيكون كليا مع باقي المستشفيات لخدمة أبناء هذا المجتمع والمساعدة على رفع مستوى العناية الصحية”.

ورأى أن “توزيع حجم الخدمات الصحية والتكنولوجيا المتعلقة بها في لبنان ، لم يكن يوما توزيعا عادلا إذا ما قارنا وفرتها في العاصمة ومحافظة جبل لبنان مثلا مع باقي المحافظات . فالعدد الأكبر من المستشفيات موجود في بيروت وكذلك المستشفيات الجامعية حيث الأبحاث الطبية والتميز في خدمة المرضى .من هنا سيكون لمستشفانا، وهو المتشفى الجامعي الأول في منطقة الشمال، دور في تطوير الحركة الإقتصادية ونمو قطاعات رديفة وصحية وصناعية وتجارية والإسهام في إستقرار الجسم الطبي في المنطقة”.

وأضاف:”على مدى سنوات ومنذ خمسينيات القرن الماضي، هاجر عدد كبير من خريجي كليات الطب في لبنان الى الخارج ، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية للتخصص ، وقد إستقر معظمهم في البلد المضيف . النشرة التي تصدر عن الوكالة التعليمية الأميركية والتي تهتم بمتخرجي كليات الطب خارج الولايات المتحدة ECFMG، تعلن عن أعداد الأطباء الذين إلتحقوا بمراكز تدريب في الولايات المتحدة والبلدان التي جاءوا منها . ولقد حل لبنان رابعا بعدد المتمرنين بحسب الوكالة بعد باكستان والهند وكندا”.

وتابع:”إذا أخذنا في الإعتبار نسبة عدد السكان، يصبح لبنان البلد الأول بإمتياز في تصدير متخرجي كلياته الطبية، على سبيل المثال، منذ إنشائها في العام 2001 حتى اليوم ، تخرج من كليتنا 392 طبيبا غادر نصفهم تقريبا لبنان للتخصص في الولايات المتحدة . ولا تزال هذه الهجرة مرغبة لدى من بقي، وهي بتزايد مستمر . في السنتين الأخيرتين 2013 و2014 ترك من كلية الطب في جامعتنا ما لا يقل عن 40 طبيبا متخرجا الى الولايات المتحدة لمتابعة تخصصهم. أملنا كبير أن يساهم صرحنا هذا في توفير فرص عمل لهم وإجتذاب عدد من هؤلاء بعد إنتهاء تخصصهم”.

وقال:”ثمة أعداد كبيرة من طلاب لبنان يغادرون الوطن الى الخارج ، وينتسبون الى كليات الطب المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم والتي ناهز عددها ال1600 كلية . ويعود سبب ذلك إما لأوضاعهم الإقتصادية أو لعدم إستطاعتهم الحصول على مقعد ضمن كليات الطب في لبنان . وبعد إنتهاء دراستهم يعودون الى الوطن ليستقروا ويعملوا فيه. ومهما كان من أمر هؤلاء الطلاب والشهادة التي حصلوا عليها أو السبب الذي أدى الى هجرتهم ، فالمطلوب هو الحفاظ على المستوى العلمي الجيد ومساعدتهم في الحصول على تدريب طبي ذي مستوى جيد في مستشفياتنا الجامعية”.

ونوه بما قام به “مجلس النواب مشكورا في جلسته التشريعية الأخيرة بالموافقة على تعديل قانون الإنتساب الى نقابتي الأطباء في لبنان، بحيث أصبح الإنتساب الى النقابة محصورا بالطبيب المختص الذي لا يقل إختصاصه عن سنتي تمرين . من هنا كانت الحاجة أيضا الى مستشفيات جامعية لمواكبة هؤلاء الخريجين وتوفير فرص التخصص لهم وفي مختلف المجالات الطبية”.

ولفت الى انه “منذ إنشاء كليتنا في العام 2001 ، كان توجهنا دائما العناية بطلابنا والعمل على تنشئتهم وتعليمهم وتدريبهم وتزويدهم بالعلم والمعرفة ليصبحوا مساهمين فعليين في الحفاظ على المستوى الطبي الجيد، وذلك لإقتناعنا بأن التعليم الطبي المميز هو الأساس في رفع مستوى المهنة، وأن التقاضي عن وضع معايير لبنانية، أو إهمال إمتحانات الجدارة Colloquium الكفيلة برفع مستوى الطبابة في لبنان سيكون وبالا على المريض في صحته وعلى الطبيب في مهنته ومستقبله ، وعلى قطاعنا الصحي في تمييزه”.

وقال:”من هنا نطلق نداءنا الى النواب الكرام لإقرار تعديل قانون مهنة الطب في لبنان بحيث يصبح إمتحان “الكولوكيوم” إمتحانا خطيا يشمل العلوم الطبية الأساسية بالإضافة الى الإمتحان الشفهي الذي يجري حاليا. هذا التعديل الذي عمل عليه جميع عمداء كليات الطب في لبنان بالإشتراك مع نقابة الأطباء في عهد النقيب السابق الدكتور شرف أبو شرف ، وأقر في اللجان المختصة في المجلس النيابي، وهو الآن أمام الهيئة العامة”.

وشكر البطريرك يوحنا العاشر، ورئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم ، لمنحهما الثقة لكلية الطب وإدارتها في مواكبة هذا المشروع الكبير. وكلنا أمل، بتضافر جهود الجميع ، في الوصول الى تحقيق ما نصبو إليه والإحتفال سويا، إن شاء الله ، بعد سنوات لا تزيد عن الثلاث بإفتتاح المستشفى ، ونقطع ، ونقطع معا شريط التدشين وفقنا الله جميعا لما فيه خير جامعتنا ووطننا والشكر الجزيل لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا الإحتفال”.

عربيد

أما ممثل وزير الصحة دكتور بهيج عربيد فنقل في كلمته تحيات الوزير متمنيا التوفيق والنجاح لجامعة البملند وكلياتها كافة. وقال:”اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالتحية والتقدير لجامعة البلمند رئاسة وإدارة وأكاديميين وعاملين على التطور الكبير والمميز الذي أحرزتموه حتى أصبحتم على مساحة الوطن وجزءا فاعلا في مساره وأنتم في مسار تطوير جامعتكم مثلتم الصورة الصادقة لديناميكية الفرد والجماعة البلمندية وقد ساهمت في هذا التطور الذي نعيشه في مجالات الصحة والتربية والإجتماع والإدارة فتحية لكم ولجامعة البلمند ألف شكر”.

وأضاف:” في مثل هكذا مناسبات مهمة وأمام هكذا حشد من الشخصيات المميزة المعنية بالشأن العام ومن الطبيعي أن نغتنمها فرصة لنستعرض أمامكم بعضا من شؤون وشجون النظام الصحي حتى تكونوا على بينة من الواقع وبعضا من المستقبل. لا يختلف أحد أننا في لبنان نمتلك سوقا صحيا كبيرا متنوع الخدمات رعائية وإستشفائية ومتطلبات التشخيص والعلاج أكثر تطورا وأكثر عراقة في المنطقة الى جانب الموارد البشرية المميزة بغالبيتها. وكنا لسنوات طويلة مستشفى الشرق وساهمنا في تطور العديد من المجمعات الصحية وبخاصة في منطقة الخليج وتقلص هذا الدور نتيجة لما أصاب بلدنا من إهتزازات أمينة متنوعة وخسرنا الكثير من جراء ذلك. ولكننا واثقون من اننا سنعود ونلعب هذا الدور وعلينا أن نكون دائما مستعدين لذلك”.

وتابع:”إن السمعة الحسنة والمستوى الراقي لمؤسساتنا الصحية والممارسات المهنية الراقية أمر أساسي حتى تبقى الأسواق الصحية في لبنان والمنطقة والعالم مفتوحة أمامنا وهي بالحقيقة مفتوحة أمام أطبائنا وممرضيننا ونحن فخورون بذلك . نحن واثقون بأن المستشفى الجامعي الذي نحتفل اليوم بوضع حجر الأساس له سيمتلك كل متطلبات الجودة والأصول المهنية والخلاقية وسيؤكد فعلا أنه حاجة حقيقية على المستوى الوطني عموما وعلى مستوى الشمال خصوصا”.

وأضاف:”الى جانب إمتلاكنا السوق الصحي الضخم حققنا كذلك الكثير من النجاحات مثل التحسن المؤشرات الصحية الأساسية وفعالية سوقنا الصحي في مواجهة الظروف الصعبة والقاسية وكانت كلها نتيجة لفعالية الشراكة بين وزارة الصحة العامة والقطاعين العام والخاص والنقابات المهنية والمنظمات الدولية الداعمة، ولا ننسى طبعا التطور الجيد بالقطاع العام في السنوات الأخيرة ونموه بشكل متصاعد. ولكن للحقيقة نقول إن سوقنا الصحي ما زال يعاني من فراغات من الثغرات الجدية في بنيانه بدءا بالنقص الحاصل في العديد من الخدمات الأساسية والإختصاصات المرادفة لها كطب الطوارىء وطب الشيخوخة والصحة العامة والعقلية والنفسية وسواها، وهذا أمر في حال إستمراره سيعرض النظام ككل الى خطر كبير. الى جانب هذه النجاحات نسجل أيضا استمرار النمو العشوائي للمؤسسات الصحية ووسائل التشخيص والعلاج وبعضها يتناقض في الحقيقة مع العديد من التوجهات في الدول المتقدمة الى جانب تأثيرها الكبير على الكلفة. وقد يكون أهم ما نسجله من ثغرات وفي سياسة التأمينات العامة وأقل ما فيها بأن نصف الشعب اللبناني لا يمتلك تغطية إجتماعية وبغياب لضمان الشيخوخة وهي الأكثر حاجة للخدمات والأكثر كلفة، إضافة الى تعثر الضمان الإختياري والتنفيذ السيء للتأمين الإلزامي للسيارات”.

وقال:”لم تقف المشاكل هنا بل تزداد تفاقما مع الوقت بفعل عاملين إثنين الأول تعاظم الفقر لدى الدولة كما لدى المواطنين وهو تخطى عتبة الأربعين بالمئة من السكان والثاني البالغ الأهمية هو النزوح الكثيف لأشقائنا السوريين الى لبنان وفوضى إقامتعهم والآثار الكارثية على كل القطاعات الصحة والتربية والإجتماعية والأمنية وسواها. وكل ما نتمناه لأشقائنا السوريين هو تتوقف أداة القتل والدمار والتهجير وأن ينعموا في حقهم بالحرية والديمقراطية والتقدم. وهذا الواقع يفرض علينا تطوير دورنا كوزارة صحة عامة مكلفة من قبل مجلس الوزراء بتقديم الإستشفاء والمساعدة، لكن يبقى السؤال المطروح علينا وعلى شركائنا نقابات مهنية وجامعات كليات طب وغيرها كيف العمل لضمان إستمرارية الخدمات تلبية لحاجات المواطنين في ظل هذه اللوحة من الفقر والمشاكل التي نواجهها ، لذلك توجهنا في السنوات الأخيرة وعالجنا ذلك منذ بدء النزوح السوري الى لبنان عبر التوجه الى الرعاية الصحية وإعتمادها كأساس لنظامنا الصحي وربطها عند الحاجة بالمستشفيات تنفيذ بطاقة صحية كأداة لضبط حركة المرضى والخريطة الصحية لتأكيد الجدوى جدوى الإستثمارات وغيرها”.

وختم:”هذه عناوين لخريطة طريق قد تكون مساعدة وفاعلة لمواجهة الواقع وإحتمالات المستقبل وهي أيضا عناوين نضعها في تصرف الجامعات وجامعة البلمند منها لكي تكون مواضيع بحث ودراسات ومناقشات حتى نتفاعل جميعا في توفير الحظوظ لها”.

سالم

وأعلن سالم في كلمة أن “العمل جار بإشراف من الصديق وليد بك جنبلاط، بتقديم كل الخدمات الكبرى لحرم جامعة البلمند في سوق الغرب، وقد تبرع بقطعة كبيرة من الارض لهذه الخطوة الكبرى لجامعة البلمند في الشوف. ونشكر ايضا عضوي مجلس الامناء انيس نصار ويوسف مطر، اللذين تبرعا بالأرض والمال لانطلاق سوق الغرب، ان شاءالله باحتفال كبير كهذا، في 14 ايلول من هذا الصيف”.

وأشار إلى أننا “على تلة البلمند، هذه التلة من صخر وسنديان، كانت ولم تزل، وللصخر والسنديان معنى، القوة والبقاء والعنفوان والثقة بالنفس. وهذه التلة منذ الف وسبعماية سنة هي صلة وصل ما بين طرابلس والكورة. ما بين المسلمين والمسيحيين، هي من الاساس مركز وطني بامتياز. ومن هذه التلة، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، حصلت هذه التلة على اذن من السلطان العثماني لبناء معهد عالي للدروس الجامعية فيها، سنة 1832. لقد تطورت الايام وتقلبت ثم قامت على هذه التلة مدرسة ثانوية انطلقت من مرسوم 1832، ثم قام معهد القديس يوحنا الدمشقي بدعم من أبرشية اميركا وبوجود مثلث الرحمات اغناطيوس الرابع، واصبح الموقع الانطاكي الوحيد بالعالم الذي يهيىء قادة للكنيسة الارثوذكسية الانطاكية . ومن ثم قامت جامعة البلمند. عندما جاء اغناطيوس الرابع ليعلن عن قيام مؤسسة كان الكل يظن انه سيعلن عن تأسيس مدرسة أو مأوى للعجزة لكنه اعلن عن قيام جامعة، جامعة بكل معنى الكلمة، وتطورت واصبحت في ربع قرن جامعة عالمية وطنية على مستوى كل الجامعات التي قامت في منتصف القرن التاسع عشر”.

وأشار الى انه” عندما اراد صاحب الغبطة يوحنا العاشر ان يعلن عن قيام مستشفى كان الكل يظن باننا نؤسس هنا مستشفى عادية صغيرة في طريقها الى المستشفيات الكبرى في بيروت. واذ به يعلن عن قيام مركز جامعي طبي، مركز جامعي كالجامعة عالمي، علمي على اعلى مستويات العلم والطبابة في العالم الحديث”.

واعتبر أن “هذا اسبوع محوري في تاريخ الكنيسة الانطاكية، في الامس اقمنا احتفالات كبرى واليوم اقمنا الاحتفال الكبير بعقد المؤتمر الانطاكي. قد يكون لاول مرة منذ المجامع الكبرى ياتي ممثلون من كل اطراف الكنيسة الانطاكية في العالم الى تلة البلمند لبحث الامور الخطيرة التي تمر بها المنطقة والكنيسة. واليوم نحتفل بقيام المركز الطبي للجامعة والاحد ينعقد اكبر قداس الاهي في الكنيسة الانطاكية. وفي مطلع الشهر المقبل يجتمع المجمع المقدس ليبحث كل هذه الامور الخطيرة والخطرة التي تمر بها الكنيسة وتمر بها المنطقة. لذلك يجب ان نعطي هذا الاسبوع حقه من محوريته في تاريخ كنيستنا وفي تاريخ جامعتنا”.

وشدد على “نقاط متعلقة بتأسيس هذا المركز الطبي اذ انه يبدأ بمستشفى عام، ثم ينطلق الى مستشفيات خاصة ومتخصصة، ثم يتطور الى مدينة طبية. وكما ان الجامعة تطورت وانتشرت كذلك هذا المركز الطبي سيتطور ويصبح بالواقع قطبا لمستشفيات الشمال. قطب للتكامل لا للتنافس. على أن يبقى هذا المركز عالميا علميا جديا، على علاقات مستمرة مع اعلى وافضل واحدث جامعات في العالم، ويستقطب اهم اطباء لبنان في الخارج وفي الداخل”.

وركز على الشمال الذي “يتكلمون دوما عنه على انه الشمال المهمل الفقير، نسبيا الى بيروت، وباقي مناطق الكورة وعكار ليست غنية. انما الشمال وبخاصة الكورة ليست فقيرة هي اغنى خزان للبنان بالنسبة الى العلم وهي انتجت اكبر قادة في لبنان من الشمال. والشمال هو موقع الارز. وطرابلس والميناء ومركز جامعة البلمند الطبي وغابة الزيتون، ومطار رونيه معوض. الشمال فيه قامات، وفيه مقومات كبيرة لذلك يحق للجامعة أن يكون فيها مستشفى على مستوى امال الشمال وامال اهل الكورة”.

وذكر أنه عندما كان يبحث مع البطريرك “قيام هذه الجامعة، كنت دوما كرئيس للجامعة اتخوف قليلا من الوضع المالي ومن الامكانات الكبيرة التي يحتاجها هذا المركز الطبي، وكان غبطته دائما يقول لي امشي يا دكتور البطريركية وراك. وفعلا في هذا الايمان وهذه الثقة، نسير اليوم في تاسيس مركز جامعة البلمند الطبي بكل ثقة نحو المستقبل باشراف البطريرك اليازجي. وفعلا عندما كنت اقول له عند انتخابه انك انتخبت في الايام الصعبة لانك انت تستحق ان تكون بطريركا للايام الصعبة، لذلك ونحن في الايام الصعبة نسير بثقة كاملة. في العام 1988 كان لبنان في حرب داخلية واسسنا الجامعة، واليوم والمنطقة في انهيار خلقي طائفي تقوقعي خطير نبني مركزا جامعيا طبيا على المستوى العالمي”.

يازجي

وقال البطريرك يوحنا العاشر:”نجتمع في هذه الأمسية لنعلن قيام مركز جامعة البلمند الطبي في دير سيدة البلمند البطريركي. نعلن قيام هذا المركز إمتدادا طبيعيا لجامعة البلمند بسد حاجاتها في التعليم الطبي ، ويوسع مجال خدماتها لهذه المنطقة العزيزة علينا. وإذا كانت الجامعة تعنى بالأساس بصقل العقل وتقوية طاقاته ، فالمستشفى هي أيضا تعنى بالأساس بالإنسان كجسد . ولكن بما أن الجسد والروح يندمجان كليا في الإنسان، فكلا المؤسستين تعنيا بشؤون الإنسان وبشجونه، الفكرية منها والصحية لتأمين العيش الكريم له”.

وأضاف:”لقد عالج العلماء منذ القدم العلائق بين الجسد والروح وشدد المؤمنون وبعض الفلاسفة الكبار على إثبات أهمية الروح في الكون ، وتطور الفكر ليجمع بالحكمة مسيرة التوفيق ما بين ما هو أعلى وما هو أدنى لتكون العبارة كما في السماء كذلك على الأرض . فالتطور يعني بالنسبة لنا روحنة المادة وإعطاءها حياة وهدفا”.

وأضاف: “لقد أسسنا جامعة تحت الوهج الإلهي ، ونؤسس اليوم مستشفى تابعة لها تحت الوهج الإلهي مستشفى تقدر الإنسان كروح وكحفنة من ألوهية ، وتتعاطى معه على هذا الأساس ، كهدف بذاته ، كإنسان على صورة الخالق عز وجل. إن العلوم، وعلى رأسها العلوم الطبية والهادفة الى المحافظة على أفضل قدرة للاستمرار في الحياة ، لا بد لها من وصال مع النفس من خلال الحقيقة الإلهية من جهة ، وعالم الأرض من جهة أخرى . كون الخليقة الإنسانية، جسدا ونفسا وروحا، أعظم تركيب منسجم لخلايا تمايزت في وظائفها وتكاملت في إنتاج إنسجام الحركة والتفكير والحس. هذا هو الكائن الإنسان الذي هو على صورة الخالق في المحبة ، ومثاله في الخلق وصون العالم المادي، تلك الوديعة التي سلطه الله عليها، ليحفظها ويطور الخير المغروس فيها، فيستنبط الكمال الأسمى، والجمال الفياض، والأخلاق الفضلى، والفكر الخير الصالح الخادم الذي هو بالبعد الأقصى الغاية من النورانية والنقاوة والقدسية”.

ورأى أنه “من هذه الرؤية ولدت جامعتنا بالعمل الدؤوب، والمحبة الصادقة ساعية الى تحقيق هدفها وواصلت الجامعة حلاوتها فتجلت، وعلت وجهها بسمة الفرح بالعمل والبهجة بالإنجاز المتميز. وفي هذا الإطار يأتي وضع حجر الأساس اليوم من قبلنا ل”مركز جامعة البلمند الطبي” ، تحت ذراعي سيدة البلمند، حامية مؤسستنا على هذه التلة المشرقة. وكل هذا لأن جامعتنا، المولودة من أحشاء كنيسة إنطاكية الأورثوذكسية، تضع نصب عينيها هدفا ساميا، أن تكون لبنة صاحلة في بناء مجتمع العلم والتقدم وبناء الإنسان الحضاري الصالح، وأن تسهم في ترسيخ العيش المشترك ، ورفع المستوى الحياتي والمعاشي لجميع أبناء الوطن ، ملتزمة بالمبادىء الوطنية، لأننا نعتقد أن التعليم، بحكم أهدافه وطبيعة مهامه لا يمكن إلا أن يلازم التطور وأزمات المجتمع، فهو يستهدف المستقبل ومدعو أن يعد الأفراد للحياة في مجتمع معرض دوما لأن يصبح في ذاكرة الماضي، ولا يمكنه إلا أن ينمي مبادىء السلام والتفاهم وتعزيز إحترام الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان”.

وختم بالقول: “أنتهز هذه المناسبة لأشكر لكم مساهمتكم معنا في هذا الحدث الهام من تطور مؤسساتنا العلمية والطبية على هذه التلة المقدسة ولأشكر كل القيمين على هذا المشروع الطبي الكبير والذين عملوا طويلا لتجسيد أحلامهم بمستشفى هو أعلى المستويات الطبية في العالم خدمة لشعبنا الطيب ولهذه المنطقة التي تستحق الأفضل وفي كل شيء”.

1     2

 

3   4

 

5    6

 

 

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share