تأبين الراقد بالرب
الخوري عبد الله الحاج
لست اسميكم عبيدا فيما بعد.
كيف سمينا هذا الرجل عبدا لله؟ الجواب، انت عبد على الطريقة القديمة مستعبَد ليس لك شخصية. انت شيء ولست شخصا في الشريعة الرومانية. نحن سمينا هذا الرجل عبدا لانه استعبد نفسه للمسيح بالحب الالهي.
العبد في الشريعة الرومانية لا ارادة له، لا شأن له في الحياة. هو خاضع بالكلية وفي بداءة الشريعة الرومانية كان صاحبه قادرا ان يقتله. نحن عبيد لله في المسيحية بالحب وليس بالخوف. نحن لا نخاف الله. لا نفزع من الله. نحن له ابناء.
من وعى معنى اسمه عبدِ الله يعرف نفسه مُعطى لله كليا وليس لغير الله. لا يشرك. ان كنت لله حقا فلست لانسان اخر او لشيء اخر او لاموال الدنيا او لمجد هذا العالم. نحن المسيحيين عندما نسمي صبيا عبدَ الله نرجو له ان يكون ذبيحة لله مقدَما له مخصَصا له بالحب والطاعة. الله يعرف ان كان هذا الاخ عني هذا. نحن رايناه يعمل في حقل الرب باخلاص وصدق وطهارة.
ما يعني ان يكون انسانٌ عبدَ الله؟ في المسيحية ماذا يعني هذا؟ هذا يعني انه اسلم ذاته لله فقط وليس لغير الله. اي انه عرف نفسه مستمَدا من قوة الله وحنانه. وعاش على هذه الطريقة وفي هذه القناعة.
هذا الاخ الكريم الطيب الذي عرفناه جيدا، كنا نراه انه اعطى نفسه لربه عطاء كبيرا. ليس احد من الناس يمكنه ان يعطي حياته لله كليا. هذا غير موجود. يمكن ان تختلط المصالح والامور الدنيوية. لكن نحن نرجو ان الاتقياء لا ياتون بمصلحة فوق الله. لا يقدمون مصالحهم على قضية الله. هم لله.
فهذا الذي كان لله في هذه الحياة بقي لله في مماته وفي الحياة الابدية. لذلك نغبطه نحن. ونرجو ان حياتنا مثل حياته مبذولة للرب. انت مُعطى يا اخي. انت لا تاخذ شيئا. انت مُعطى للمسيح. عندما يراك مقدَما له يبذل كل ما فيه من اجلك. يعطيك ذاته. اي يعطيك الالوهة.
الخوري عبد الله الذي عرفناه جيدا كنا نلمس انه معطى لله. وانه لم يكن له مصلحة بغير الله. لم يكن له شيئ من هذه الدنيا وما فتش عن شيء فيها. لذلك نتمنى لانفسنا نهاية سعيدة كهذه التي نالها او نرجو انه نالها.
الكاهن ايا كان، الكاهن على ضعفاته وتقصيراته يعرف ان الكنيسة اتت به الى هذا المكان ليكون خادما لله. ومن خدم ربه في الحقيقة يصبح خادما للناس جميعا لانه على صورة الله ومثاله خُلقوا.
كثير من المسيحيين الذين عرفتهم انا في كنيستنا تخلقوا باخلاق الله. اتبعوا اخلاق الله بفضل الكهنة الاتقياء المحبين للرب.
لا ينال الكاهن احيانا التقدير الذي يستحق من رعيته. يثرثرون عليه بصالوناتهم. يتناولونه بالسنتهم المرة. يثرثرون على الكهنة، لانهم لا يريدون ان ينتقدوا انفسهم وسلوكهم. ولا ان يتحرروا من خطاياهم. لذلك ليس عندهم الا الحكي على الكهنة. هذه جبانة. هذا تهرب من المسؤولية. انت تنظر الى نفسك عاريا امام الله. وتنتقد نفسك امامه. لهذا كانت ميتة كل مؤمن منا تذكيرا باننا فقراء الى الله. وباننا نموت لننال الرحمة.
لقد نزلت الرحمة على هذا الاخ الكريم الذي نودعه الان. وانا عالم بانه كان قريبا من الرب. وكان يؤثر فيّ عندما التقيه ويعطيني مما اعطاه الله.
الا كان الله معه في هذه الرحلة المطيبة بالروح القدس. ونزل الرب بروحه القدوس على قلوبكم جميعا لتنالوا حظوة عنده وتظلوا ابناء له.
المتروبوليت جورج خضر
كنيسة القديس جاورجيوس – بحمدون الضيعة
الجمعة 4 تموز2014